"النهار": أوساط "الثنائي" بعد ترشيح جهاد أزعور .. الزعم بـ"انقلاب جديد"!

2023-06-05 | 02:16
"النهار": أوساط "الثنائي" بعد ترشيح جهاد أزعور .. الزعم بـ"انقلاب جديد"!

كتب ابراهيم بيرم في "النهار":


في الساعات الـ36 الماضية بدا خصوم الثنائي الشيعي والمعارضون لمرشحه للرئاسة الأولى، أكثر إصراراً على تسويق اعتقاد فحواه أن تقاطع الجهات المسيحية الثلاث مع بعض التغييرين والمستقلين على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لسدة الرئاسة الأولى قد أصاب من هذا الثنائي مقتلاً إذ أربك حساباته وجعله يكبح جماح اندفاعته لتبنّي ترشيح سليمان فرنجية، ويخطو خطوات أولى في اتجاه البحث عن صيغة تمزج بين إقراره بالهزيمة من جهة والتفتيش عن سلم ينزل فيه عن شجرة إصراره وتحفظ له بعض ماء وجهه من جهة أخرى.
وبمعنى آخر، بدا الثنائي كأنه فقد زمام المبادرة وصار أمام أمر واقع يضعه بين خيارين أحلاهما مرّ، فإما الانصياع للمعادلة الجديدة بعد انضمام التيار الوطني الحر الى صف المؤيدين لترشيح أزعور، وإما المضيّ في مواجهة ستجعله في خاتمة المطاف محاصراً وفي مواجهة ثلثي أطياف الاجتماع اللبناني السياسي.
والثابت أن حزب "القوات اللبنانية" بدأ يتصرّف من منطلق أنه نجح في معركته الصراعية التي شرع منذ زمن في خوض غمارها المكشوف مع الثنائي ونجح استطراداً في قيادة جبهة مواجهة مع هذا الثنائي ولا سيما بعدما فرض على التيار البرتقالي أن يقطع آخر صلاته الضعيفة مع "حزب الله" شريكه في تفاهم مار مخايل الذي كان علامة فارقة على مدى نحو عقدين من السنين.
بناءً على ذلك فإن هذا الفريق يتصرّف على أساس أن ثمار كسب الرهان قد صارت دانية لأنه سيكون رابحاً رابحاً سواء قيّض لأزعور أن يعبر الى قصر بعبدا أو أن الضغوط المكثّفة التي تمارسها أكثر من جهة ومصدر قد انتهت الى إجبار الثنائي على الانصياع لمعادلة المرشح الثالث الذي يلغي مرشحه وأزعور معاً.
واستتباعاً، باتت مروحة خصوم الثنائي تتصرّف كأنها أوقعت الخصم في المصيدة التي نصبتها فلا هو بعد قادر، إذ أوشكت شروط مضيّه في معركة ترشيح فرنجية على الانطواء ولم يعد أمامه إلا الانكفاء الى مربع خيار آخر وكلاهما من علامات الأفول والتراجع لهذا الثنائي الذي تمدّد بطريقة سريعة ليبسط ظله على مشهد السياسة في لبنان. ومن الشواهد التي يقدّمها أصحاب هذا الرأي أن "حزب الله" قد أورد على لسان رئيس الهيئة التنفيذبة السيد هاشم صفي الدين فيه ما يؤكد استعداد الحزب لحوار مفتوح ما دام الكل عاجزاً عن توفير شروط إيصال مرشحه الى سدة الرئاسة الأولى.
لكن مصادر عين التينة ترد على هذه القرءاة للمشهد الرئاسي في الساعات القليلة الماضية بالقول إن "ثمة من يستعجل إعلان فوز خياراته ويتصرف من منطلق أن الأمور صارت تحت سيطرته تماماً، وأن موعد رفع شارة النصر النهائية لم يعد إلا مسألة وقت. بيد أن هذا المتعجّل، وفق المصادر عينها، إنما يمارس عملية بلف للرأي العام لأنه يعلم علم اليقين أن واقع الحال هو خلاف كل ما يروّج له ويسوّق لأن الأمور ما انفكت في مربّعها الأول المعروف، فلا الثنائي ومن والاه في السياسة انتقل الى مرحلة الاقتناع بأن طريق مرشحه الى قصر الرئاسة الأولى صار مسدوداً، ولا مرشح الأطراف الأخرى صار على عتبة القصر نفسه ليلجه ولو بعد حين".
وتتابع تلك المصادر: صحيح أن الأطراف التي وضعت نفسها في طرف الخصم لنا ستتمكن بين ساعة أو أخرى من أن تتقاطع مصالحها على اسم مرشح واحد تنزل به الى ساحة النجمة فترد على التحدي، لكن ذلك لا يعني إطلاقاً أنها قادرة على أن تجعل من هذا التقاطع معبراً لضمان إيصال هذا المرشح.
وبمعنى آخر، تستطرد تلك المصادر بأن ما جرى خلال الساعات الماضية نقرأه على أنه حركة اعتراضية هدفها إشهار الاعتراض على اتفاق يعلمون أنه مبرم سابقاً وهو الذي أنتجته "اللجنة الخماسية". لذا فإن ما حصل هو خط اعتراض أخير يراد منه محاولة إعاقة إنفاذ هذا الاتفاق والانقلاب عليه عسى أن يكرّر تجربة الانقلاب الشهير على الاتفاق الثلاثي الذي أبرم في منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي ونجح جعجع في حينه، بدعم من جهات محلية، في إسقاط ذاك الاتفاق.
وتشير تلك المصادر بأصابع الاتهام الى الرئيس فؤاد السنيورة "كشريك في التحضير للانقلاب الجديد وتأمين التغطية السنية له، إذ إن السنيورة هو من أتى بأزعور الى وزارة المال في حكومته الأولى في عام 2006".
وتلفت تلك المصادر الى ما تناهى الى علم عين التينة من كلام منسوب الى أزعور وفحواه أن يتصدّى لهذه المهمة الرئاسة بقصد "تنفيذ مهمة إنقاذية" وهذا الكلام لم يكن مقنعاً لعين التينة.
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق