اقدمت شركة "عرب سات" على انزال
قناة "المنار" عن أقمارها الاصطناعية بعد أقلّ من شهر على نقل مركز الشركة من
لبنان إلى الأردن.
وقد اعلنت "المنار" الخبر في مقدّمة نشرتها الإخبارية مساء أمس، فقالت: "صوت
المقاومة بوجه الظلم في كل ساحات المواجهة، لن تغيّبه أقمار اصطناعية ادّعت
العربية، فحيث يجب أن نكون سنكون، إلى جانب فلسطين وانتفاضتها وصوتاً لأطفال اليمن الغارقين تحت أبشع أنواع الإجرام، وصوتاً للعراقيين والسوريين والتونسيين والمصريين والسعوديين والكويتيين والبحرينيين، وكل العرب والمسلمين الذين وضعهم جهلة الأمّة وأدعياؤها تحت مقصلة التكفير والإرهاب".
الى ذلك قال المدير العام للقناة إبراهيم فرحات لصحيفة "
السفير" إنّ "المنار" تلقّت بريداً الكترونيّاً يعلمها بوقف البثّ، بسبب ما ورد على لسان أحد الضيوف في حلقة تلفزيونيّة مباشرة بُثّت في التاسع عشر من نيسان الماضي بالرغم من أنّ المذيع أشار في الحلقة المذكورة، إلى أنّ ما ورد على لسان الضيف لا يمثّل سياسة القناة، وأضاف أنّ القناة ستدرس الموقف لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتحتفظ بحقّها القانونيّ في الردّ.
وأكّد فرحات أن حجب "المنار" عن أقمار الشركة لن يؤثّر عليها بشكل كبير، إذ إنّ نسبة 5 في المئة من مشاهديها فقط تتابعها عبر "عرب سات"، لافتاً الانتباه إلى أنّ الدولة اللبنانيّة لم تتخذ أيّ إجراء يمنع شركة "عرب سات" من التمادي في الاعتداء على حريّة الإعلام في لبنان، وعلى حقوقها السياديّة إذ لا يحقّ للشركة أن تبتّ بحجب قنوات لبنانيّة حيث أنّ الأمر يعود لـ "المجلس الوطني للإعلام" والحكومة اللبنانيّة.
بدوره
من جهته، قال وزير الاعلام في الحكومة
اللبنانية رمزي جريج ان الدولة اللبنانيّة ليست طرفاً "في العلاقة بين المنار وشركة عرب سات المرتبطتين بأحكام عقد مبرم بينهما، ولكن بصورة مطلقة وبمعزل عن العلاقة والتعاقدية أنا دائماً متضامن مع المحطات اللبنانية، وليس لديّ أيّ مأخذ على أداء المنار".
اما رئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية النائب الممدد لنفسه حسن فضل الله فاشار الى انّ اللجنة ستعقد اجتماعاً صباح الاثنين المقبل، للبحث بقضية حجب القناة، موضحاً أن "قرار إدارة عرب سات، هو قرار سياسي، وذريعته أنّ ضيفاً في حلقة بُثّت على الهواء مباشرةً انتقد الملك السعودي، وبالتالي، فإنّ القرار يريد أن يقول إنّه ممنوع على الإعلام اللبناني ممارسة حريّته في انتقاد سياسات بعض الدول، وذلك يشكّل استهتاراً بالدولة اللبنانيّة الشريكة في جامعة الدول العربيّة وفي عرب سات".
وشدد فضل الله على ان وراء قرار حجب القناة جهات معروفة، تحاول أن تفرض الرأي الواحد على المشاهد
العربي، وتمنع بثّ قنوات تتبنّى قضايا المقاومة ضدّ
الاحتلال الإسرائيلي وضدّ الإرهاب التكفيري.
ورأى أنّ القرار "يأتي في سياق محاولة محاصرة الإعلام الحرّ غير الخاضع لسياسات وتوجهات بعض الدول، وسبق أن اتخذت عرب سات قراراً مماثلاً ضدّ قناة "الميادين"، والقراران سياسيّان، لا يستندان إلى أيّة أسس قانونيّة أو شرعيّة".
وفي سياق متصل لفت فضل الله الى ان لبنان مساهم في تمويل قمر "عرب سات" وهو جزء من الجامعة العربيّة، ويفترض أن يتحرّك بسرعة لمنع استباحة سيادته على إعلامه والانتقاص من شراكته
في الجامعة العربيّة.
واضاف: "حتى الآن لم نرَ تحرّكاً فعالاً على الرغم من أن قرار عرب سات طال في ما طال البث من الأراضي اللبنانية من خلال وقف التعامل مع محطة جورة البلوط وهذا بحدّ ذاته تجاوز للدولة اللبنانية المعنية بالدفاع عن حرية الإعلام وعن استثماراتها الإعلامية وعن مصالحها".