هند الملاح
استلم سعد الحريري شاباً ارث والده السياسي والاقتصادي بعد وفاته على ان يحافظ على الامبراطورية التي بناها على مر سنوات.
بعد 11 عاما على استشهاد الحريري يبدو ان الشاب اضاع ارث والده الاقتصادي والسياسي على حد سواء، فالانتخابات البلدية الاخيرة حققت انتصارين بطعم الخسارة للحريري في بيروت وصيدا وتلقى صفعة موجعة في طرابلس.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فتوالت الخسائر والخيبات، ليخرج صقور تيار المستقبل ليغردوا خارج سرب التيار، كما حدث مع وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اعلن ان ترشيح فرنجية لم يأت من سعد الحريري شخصياً، بل جاء نتيجة اتفاق اميركي سعودي بريطاني، اي ان الحريري كما وصف بشار الأسد فؤاد السنيورة يوماً "عبد مأمور لعبد مأمور".
افلس سعد الحريري سياسياً، كنتيجة حتمية لافلاسه الاقتصادي المتمثل بانهيار امبراطورية والده المالية، ودخوله في ازمات مالية ليس آخرها التمرد الذي قاده ضده موظفون في سعودي اوجيه، واقدموا خلاله على تحطيم مكاتب الشركة في السعودية.
اما وضع موظفي تلفزيون المستقبل فليس أفضل من موظفي سعودي أوجيه، مع فارق ان الأمور لم تصل بهم بعد إلى حد تحطيم مكاتب التلفزيون، الا ان الخروج عن الصمت لم يعد خياراً بل ضرورة وواجباً، كما حدث مع محمد عقيل احد موظفي "المستقبل" وهو من الشخصيات الأساسية لكليب "وحياتك بتمـون"، الذي كتب معايدة لزملائه في العمل بمناسبة حلول شهر رمضان عبر حسابه الخاص على فايسبوك "بمناسبة انو اول يوم بشهر رمضان المبارك، فكرت أكتب شي، عن إنو كيف بشغلي ( بالمستقبل) مش عم نقبض رواتبنا صرلنا فتره طويله... كان عبالي أكتب عن زميل لالنا ( خضر) حمّلوه عالطوارئ بعد ما ابلغوه من البنك بانو لازم يترك بيتو فورا لان مش عم يدفع السندات.. كان عبالي احكي عن زميلة النا ( غيدا) عارضه عفش بيتها للبيع لتقطّع هالشهر الفضيل.."
ويضيف عقيل مستعرضاً مآسي زملائه "كان عبالي إحكي عن صديق و زميل الي بالشغل (وسام) وأوصف قديش بيوجع لما زلمه بتنزل دمعتو قدامك هوي وعم يحكي عن بنتو الصغيره وانو حلمها تاكل هي وبيّها قطعتين بيتزا بمطعم وهو مش قادر ياخدها... كان عبالي.. بس رجعت قلت لحالي روق ... روق... خلص روق..."