قصر اهدن يُسدل ستائر الحزن

2018-11-14 | 16:01
قصر اهدن يُسدل ستائر الحزن
على تاريخٍ تنّزه فوق مجزرة.. وعن عُمرٍ ناهز الأربعينَ مغفرة.. أَقفل قصرُ إهدن ستائرَ حزنِه اليوم وتمّت تلاوةُ رسائلِ الغُفران من طوني وفيرا وجيهان وبقيةِ رفاقٍ مضَوا ذاتَ صيفٍ بارد ومن حيثُ لا توقيت ومعَ اختمارِ الروحِ للمسامحةِ تقدّم سليمان فرنجية الى المصافحةِ وملاقاةِ سمير جعجع في البيتِ المسيحيِّ الأول: بكركي تدرّجَ اللقاءُ في مراحلَ عدةٍ ومهدّ له مهندسونَ مِن بنشعي ومعراب إلى أنِ اتّخذَ شكلَ الاحتفاليةِ التي رعتها الكنيسةُ في الرابعَ عَشَرَ مِن تِشرينَ الثاني ألفينِ وثمانيةَ عَشَر.. وهو اليومَ الداخلُ الى التاريخ على جِنحِ النهار ليَسدِلَ صفَحاتٍ أليمةً من ذلك الفجر أسرع الحكيم في إنجازِ مُعاملاتِ تسويةِ النفوس وكان مستعداً لإبرامِ صفْقةِ العصر وإزالةِ بصمَاتِ جريمةِ القصر.. مستندًا الى وقائعَ أردتْه جريحًا لحظةَ التنفيذ لكنّها لم تبرِّئْهُ مِن قيادةِ العملية حينذاك قطعَ سمير جعجع جامعتَه ليُنفّذَ أمرَ بشير الجميل.. واليوم يقطعُ سيدُ معراب مَسافاتٍ سياسيةً جديدةً يَشُقُّ مِن خلالِها دروبَ تحالفاتٍ في الطريقِ الى بعبدا لكنه سيجدُ على الطريقِ نفسِها مَن تصافَح معه اليوم يسيرُ الى الهدفِ المنشود مَسافةُ السنواتِ الاربعِ الفاصلةِ عن رئاسةِ الجُمهورية لا شكّ في أنها قَربّت الضحيةَ الى المُتهم لكنّ المسار يقولُ ايضًا إنّ عائلةَ فرنجية منذُ الجَد المؤسّسِ الى الحفيد لم تتعامَلْ معَ الإبادةِ إلا بروحٍ قابلةٍ لبلمسةِ الجروح.. فلم تتّخذْ صفةَ الادعاء وظلّت على مدى السّنين تحفَظُ وداً بينَ بشري وإهدن.. تذكرُ طوني سليمان فرنجية وعائلته والرفاق على سبيلِ المطالبةِ بحقِّ الاعتراف وليس الانتقام وإذا كانت بكركي اليومَ قد شَكّلت عاصمةَ اختتامِ الجروحِ المسيحية فإنّ التئامَ خَصمَي الامس جعجع وفرنجية تسبّب به انفجارٌ مسيحيٌّ مسيحيّ آخرُ معَ انفراطِ التحالفِ بينَ التيار والقوات ما يعني أنّ لجبران باسيل هذه المرة حِصةً في الدفعِ الإيجابيّ وانتقالِ بارودةِ القواتِ السياسيةِ مِن التيار الى المردة. وبلغةِ البواريد الأبعدِ مدىً.. وبفعاليةِ الصواريخ التي تُسقطُ الزعماءَ لم تتمكنِ القُبة ُالحديديةُ الإسرائيليةُ مِن حمايةِ وزيرِ الحرب افيغدور ليبرمان فهوى بصاروخٍ مُقاوم استهدف وزارتَه فاستقالَ منها معَ طاقَمِه السياسيّ وكما أطاحت حربُ تموزَ عامَ اَلفينِ وسنة رئيسَ الأركانِ الإسرائيليّ الجنرال دان حالوتس، ومِن ثَمّ رئيسَ الوزراء ايهود اولمرت الذي حمّلتْه لَجنةُ فينو غراد مسؤوليةَ الإخفاقات في الحرب.. فإنّ المصيرَ نفسَه لحِقَ بوزيرِ الحرب الذي قرّر أن يستقيلَ قبلَ إجراءِ تحقيقٍ يفضحُ إخفاقاتِه في آخرِ عدوانٍ إسرائيليٍّ على قطاعِ غزة ولأنّه خبيرٌ بدروسِ ما بعدَ الحروب قالها اليوم ايهود اولمرت بأنّ الفِلَسطينين لقّنونا الدرس.. وإذا كانت حكومتنا تمتلكُ الردع فمنَ الواضحِ أنها الآنَ فقدتْه وبمجملِ ما أدلى به المسؤولون الإسرائيليون اليوم فإنّ ترجمتَه العملية تقول: لقد هزمتْنا حماس.. والكفّ قد علّم َعلى خدِ القُبةِ الحديدية التي يتّضحُ معَ كلِّ مرحلةِ عنفٍ أنها قبة ٌمتعاقدةٌ مع بيوتِ العنكبوت.. وتعملُ وَفقَ نظامٍ معاكسٍ حيث تصابُ بالدُّوَارِ معَ كلِّ صَلية.. فليتقطْها الصاروخ وليس العكس ولم يكن سقوطُ الانظمة ِالاسرائيلية مع مسؤوليها ليتِمَّ لولا صمودُ الغزاويين ومقاومتُهم وهم المحاصرون من اسرائيلَ والعرب على حدٍّ سواء فالعربُ ضدُّهم.. وسلطتُهم في الضفة تقدّم نفسَها على أنها خصمُهم.. ومع كلِّ هذه الجُدران السياسيةِ والميدانيةِ التي تعزِلُهم.. شقّوا طريقَ النصرِ على اسرائيل لكنّ ما يقوّي عزيمتَهم أنّ أحدًا مِن داخلِهم لا يَنبري ليعترضَ على سلاحٍ مقاوم.
اخترنا لك
مقدمة النشرة المسائية 17-12-2025
13:23
مقدمة النشرة المسائية 16-12-2025
2025-12-16
مقدمة النشرة المسائية 15-12-2025
2025-12-15
مقدمة النشرة المسائية 14-12-2025
2025-12-14
مقدمة النشرة المسائية 13-12-2025
2025-12-13
مقدمة النشرة المسائية 12-12-2025
2025-12-12
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
Download Aljadeed Tv mobile application
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق