"كاسك يا وطن". أن يُبذَلَ الدمُ في سبيلِ
الاستقلال فذلك نتاجُ تضحياتِ الشعوب أما أن تولدَ فكرةُ الاستقلال بعدَ سكرة فهذا ليس ضرباً من خيال بل تحقيقٌ في النشرة وقِصةٌ مِن قِصصِ التاريخ التي كُتبِت ذاتَ سهرةٍ بين رمل الظريف وقلعةِ راشيا جمعت المندوبَ الساميَ الفرنسيَّ وملِكَ يوغوسلافيا بشهادةِ الليدي سبيرز وربَّ سكرةٍ نافعة. عشيةَ الاحتفاليةِ الخامسةِ والسبعين بعيدِ الاستقلال لن تكونَ لنا حكومةٌ بوعيِها الكامل وسيحضُرُ العرضَ رئيسان ورئيسٌ مكلّف لم يرفعِ الكُلفةَ بينَه وبينَ أبناءِ جلدتِه المعارضين "شقّ الباب" ولم يشرّعْه لاستقبالِهم على اعتبارِ أنه التقاهُم خلالَ اللقاءاتِ التشاوريةِ غيرِ الملزِمةِ بحسَبِ أوساط
بيت الوسط وأضافت الأوساطُ إن طرح َباسيل بعد لقائِه النوابَ المستقلين ما هو إلا رميٌ للجمرةِ في غيرِ موضِعِها ومشروعُ مشكلٍ غيرُ مبنيّ على أسسٍ توافقية أما عمليةُ التبادل بينَ الوزيرَين السُّنيِّ والمسيحيّ بحَسَبِ الطرحِ الباسيليّ فقرأت فيه أوساطُ الرئيسِ المكلّفِ انتقاصاً لموقِعِ رئاسةِ الحكومةِ ومسؤوليتِه اتجاهَ كلِّ الطوائف. كلا طرفي الأزمةِ الرئيسُ المكلّفُ واللقاءُ التشاوريّ يجلِسُ في مقاعدِ المتفرجين وكلٌّ ينتظرُ إشارةً مِن الآخر لفكِّ حبلِ الخلاصِ المُلتفِّ على رَقَبَةِ التأليف وقد تولدُ "حكومةٌ سباعية" إذا ما وَضَعَ
الحريري كلَّ الخلافاتِ على حِدةٍ وقدّم مسَوَّدةً حكوميةً غيرَ مكتمِلة عملاً باقتراحِ
نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي على أن يَترُكَ أربعةَ مقاعدَ فارغةٍ يَملأُ حِزبُ
الله ثلاثةً منها بالأسماءِ المناسبةِ لاحقاً إضافةً إلى الوزيرِ الرابعِ مِن النوابِ المستقلين وينطلِقُ الحوارُ بعدَ التأليف ويمكنُ أن ينفّسَ هذا الاقتراحُ قليلاً منَ الاحتقانِ السياسيِّ الذي بدورِه ينعكسُ ارتياحاً على القطاعِ الاقتصاديِّ في ظِلِّ الخطَرِ الذي يتهدّدُه وإلا وعملاً أيضاً باقتراحِ
الفرزلي أنّ يكونَ أمرُكم بالتساوي بينَ حكمِكم والمعارضة. فمن حقِّ كلِّ فريقٍ أن يضعَ شروطَه لكنْ من واجبِ الحريري أن يؤلّفَ لا أن يديرَ الأمورَ بالتكليفِ والتصريف وما عدا ذلك فإنّ كلّ ما قيل ويقال عن مخاضٍ وقربِ ولادةٍ ما هو إلا حَمْلٌ كاذبٌ لحكومةٍ لن تُبصرَ النورَ لا في العاجلِ ولا في الآجِل في معركةٍ بات عُنوانُ تأليفِها الثلُثَ المُعطّل.