مقدمة النشرة المسائية 28-08-2020
على جدولِ اثنين الاستشارات وزيارةِ ماكرون لا شيءَ محسومًا سِوى: فيروز فطائرةُ الرئيسِ الفرنسيّ لا تكادُ تهبِطُ في مطارِ بيروت مساءَ الاثنين حتى يحلّقَ ماكرون مرتفعًا الى الرابية حيث يتقلَّدُ وسامَ اللقاء معَ رمزٍ يساوي وطناً ويجتمعُ بفيروز بناءً على رَغبتِه وقد دوّنت الاليزية الموعِدَ بفِنجانِ قهوةٍ معَ سيدةٍ.. وحدَها يجتمعُ عليها اللبنانيون ولا يتفرّقون ومن قهوةٍ على مفارقِ انطلياس الى تجرّعِ الكؤوسِ المرةِ في لقاءاتٍ سياسيةٍ يُجريها رئيسُ فرنسا منتظراً منَ اللبنانيين أن يكونوا قد اختاروا مساءَ الاثنين رئيساً للحكومة بعد نهارٍ طويلٍ مِنَ الاستشاراتِ الملزمة. ومرحلةُ اختيارِ الاسم بدأت بالاختمارِ في المَعملِ الجِنائيّ لنادي رؤساءِ الحكوماتِ السابقين الذين اجتمعوا مرةً ثانية لتداولِ خِياراتِ الاسماء وليس مِن بينِها كلٌّ مِن الرئيس تمام سلام والرئيس نجيب ميقاتي وسَجّلتِ الساعاتُ الماضيةُ تواصلاً بينَ الرئيسَين نبيه بري وسعد الحريري الذي تعهّدَ تسليمَ رئيسِ المجلسِ سرًا مجموعةَ أسماءٍ يُزكّيها رؤساءُ الحكوماتِ السابقونَ عقِبَ لقائِهم في بيتِ الوسط. وبينما أبقى المجتمعونَ على مضمونِ مداولاتِهم سرياً ولم يَخرجوا باسمِ المرشح بدا أنّ الجهودَ المبذولةَ تسابقُ كلُّها وصولَ ماكرون القادمِ على جَناحِ خُطةٍ فرنسيةٍ لحكومةٍ نظيفةٍ حَدّد عناوينَها وزيرُ خارجيتِه جان ايف لودريان متهمًا السياسيينَ اللبنانيين بــــ"أنهم يدمّرون أنفسَهم لتحقيقِ إجماعٍ على التقاعسِ عن العملِ محذّرًا من أنّ هذا لم يعدْ ممكناً ونقولُ ذلك بقوة وبالقوةِ نفسِها كان إنذارُ وزيرِ خارجية كندا فرنسوا فيليب champagne20مطالبًا بحكومةٍ تترافقُ وإصلاحاتٍ جادة وقال إنَّ على الشّبابِ في لبنانَ أن يقرّروا أيَّ لبنانٍ يريدون ومن لودريان إلى شامبين رُفعَ نُخبُ الشارع وأُعطي دورًا في ترسيمِ حدودِ البلادِ السياسية وعلى فرنسا وكندا وقبلَهما دولٌ أوروبيةٌ وعربيةٌ يُعاودُ الأميركيُّ تشغيلَ طائراتِه المسيّرةِ في الأجواء ِاللبنانية حيثُ يصلُ مساعدُ وزيرِ الخارجية لشؤونِ الشرقِ الأوسط دايفيد شنكر في الثاني من أيلولَ المقبل ووَفق الخارجية الأميركية فإنّ شنكر سوف يَحُضُّ المسؤولينَ على تنفيذِ إصلاحات تستجيبُ لرَغبةِ اللبنانيين في الشفّافيّةِ والمساءلةِ وحكومةٍ خاليةٍ من الفساد
واللافت في جدول اعمال الدبلوماسي الاميركي ان لقاءَاته سوف تقتصر على ناشطين َ من المجتمع المني . وفي كلِّ المواقفِ الصادرةِ عن زائرِي الدولِ فإنّه لم يَسبِقْ أن تلقى الحُكمُ اللبنانيُّ مِن تلك الإهانات التي تسلخُ جلدَ السياسيينَ معَ كلِّ تصريح غيرَ أنّ القيمينَ على البلد "لا استحوا.. ولا ماتوا" وما زال التأليفُ جارياً على غارِبِه من خارجِ الاستشاراتِ الملزمة، التي لم تأخذِ الشارعَ في الحُسبان ولكنْ إذا كان الثنائيُّ الشيعيُّ مولعًا وهائمًا بسعد الحريري فلماذا لا يَضمَنُ له إجماعًا نيابيًا ويصعدُ إلى بعبدًا لتسميتِه "بالإكراه" ووضعِه امامَ خِيارِ "الحريري أو لا احد" ولْيشترطْ عندئذٍ الرئيسُ المكلّفُ أن يَحكُمَ النِّدَّ للند معَ رئيسِ الجُمهورية ومن دونِ أحزابٍ وتيارِ المستقبل ضِمنًا يخرجُ حزبُ الله وكلُّ التياراتِ والأحزابِ الأخرى من تشكيلةٍ إنقاذية تديرُها كفاءات ومختصّون وتحظى بتأييدِ المجتمعِ الدَّوليِّ خارجيًا والمدَنيِّ داخليًا ومن يعارضها فليسقطها في مجلس النواب.. وبرفع الايدي السياسية التي سوف تنكشف امام الرأي العام.
كل هذه التطورات تجري على نار حامية .. اكثرُها حماوةً كان في خلدة ليل امس ..وفي تشييع الضحية اليوم على وقع سلاح متفلت ظاهر وموجه نحو المحال التجارية .