مقدمة النشرة المسائية 19-08-2015
لو انتهجت الحكومةُ سياسةَ فضِّ عروضِها وأدارت للشعب "عرض أكتافها" ورحلت لَكان ذلك أكثرَ رحمةً باللبنانيين من بقائِها عاجزةً فارغةً هاربةً مِن اجتماعاتِها مترنحةً أمامَ الفشل تحاصرُها التظاهرات تأكلُها الرائحة تُدميها الخلافات تَطمُرُها النُفايات تهدّدُها رواتبُ القطاعِ العامّ تقفُ على شفيرِ السقوطِ ولا تسقط.. فلا قامت قيامتُها إلا بأمصالٍ وغُرَفِ إنعاشٍ إقليميةٍ ودَولية اليومَ تَحرّكت صوبَ سراياها مجموعةْ "طلعت ريحتكم" فكانت حربُ المياهِ التي لن تَغسِلَ روائحَ الفساد العابقةَ والمرتفعةَ على دعمٍ سياسيٍّ لا يجرؤُ أحدٌ على تسميتِه وبدا أنَّ الحَراكَ الشبابيَّ المدَنيَّ اليومَ هو الطريقةُ الأفعلُ للمواجهة وإذا ما أقنعَ الناسَ بأنّ حكامَهم سببُ بَلواهم وفَعّلوا مشاركتَهم على الأرض فسيبقَون يَحصُدونَ في براميلِ الزِّبالةِ ما زَرعوه يوماً في صناديقِ الانتخاب حكومةُ اليوم لم تتمكّنْ مِن فضِّ عروضِ شركاتِ المناقصة وراحَ وزيرُها إلى تلقينِ اللبنانيين علمَ الصرفِ والنحْو في أصولِ النُفايات موضِحاً أنه لا يحوزُ على أيِّ غبيٍّ أن يقولَ إننا نساوي بينَ المَطمرِ والمَكبّ وأغلبُ الاعتقاد أنّ الغبيَّ المقصود هو الذي ما زالَ جالساً في بيتِه ولم يتحرّك لطمرِ هذهِ الطبقةِ السياسيةِ برُمتِها في أقربِ مكبّ ومن دونِ تدويرٍ أو فرزٍ وربما معَ حرق والغبيُّ هو الجالسُ الذي يَستمعُ إلى تصريحاتٍ سياسيةٍ أسبوعياً تتّهمُ مِن دونِ تسمية وتعلنُ العجزَ بلا تحديدِ المسؤوليات فتمام سلام أصبح مؤهلاً لإصدارِ كتابٍ عن الخيبة ووليد جنبلاط يوزّعُ وزراءَه لإعلانِ الفشل ونبيه بري تخرج من لقاءِ أربِعائه بإقفال أبواب الحلول على الأقل سنةً ونصفاً كما ينقلُ النائب علي فياض لكنّ كلّ الواردة أسماؤُهم مسؤولون بالتكافل والتضامن عن أزْمةٍ مِن عُمرِ حكمِهم وعندما يتحدّثُ رئيسُ الحكومةِ بالمواربة عن سياسيين تدخّلوا وعرقلوا حلَّ النُفايات فقد كان عليهِ أن يستكملَ تصريحاتِه ليخرجَ بجملةٍ مفيدةٍ يُسمّي فيها الجهاتِ المعرقلة فأربابُ السياسة هم أنفسُهم أربابُ الزبالة.