ضاقت أوروبا على الإرهاب فضرَب في مالي حيث للجَماعات المتطرفةِ هناك ثأرٌ ليس بقديمٍ على فرنسا شهِدته الدولةُ الأفريقيةُ قبل عامين مئةٌ وسبعونَ نزيلا ً في أحدِ فنادقِ العاصمةِ المالية وَجدوا أنفسَهم رهائنَ ومشاريعَ ضحايا ولغايةِ الساعة فإنّ الأنباءَ متضاربةٌ في شأنِ انتهاءِ عمليةِ الاحتجازِ التي قادتها منظمةٌ تطلقُ على نفسِها اسمَ المرابطينَ المملوكة مِن القاعدة وفيما جالَ الإرهابيونَ في أرجاءِ الفندق من طبقةٍ إلى طبقةٍ وقَتلوا ثماني عَشْرةَ رهينةً فإنّ قواتِ الأمنِ الخاصةَ في مالي لا تزالُ تتعقّبُ المسلحينَ في الطبقاتِ العُليا . في المُعلنِ مِنَ الشروطِ فإنّ الإرهابيينَ يطلُبونَ إطلاقَ سراحِ عددٍ مِنَ السجناءِ الموقوفينَ في سجونِ باماكو موجّهين التهديدَ الى فرنسا على اعتبارِ أنّ جروحَها منَ الإرهابِ لم يَطْوِها الزمنُ بعد وقد جَرّبتِ النتائج لكنّ المُضمرَ من عمليةِ فندقِ الراديسون اليومَ هو أبعدُ مِن سجناءَ فقط ويكادُ يشكّلُ ضرباً على الخاصرةِ الضعيفةِ لفرنسا التي خاضت معَ القاعدةِ في بلادِ المَغربِ الإسلاميِّ حروباً وإنزالاتٍ وخسِرت مواطنيينَ وصِحافيينَ وجنوداً ونفّذت عامَ الفين وثلاثةَ عشَرَ ما عُرفَ بعمليةِ سيرفال أو الهرِّ الوحشيِّ في إقليم أزواد وراحَ رئيسُها فرانسوا هولاند يُعلنُ من مدينةِ تومبكتو الإستراتيجيةِ أنهاءَ الحربِ على المستعمرةِ الفرنسيةِ القديمةِ وسَحقَ المتمرّدين لكنّ هولاند كان يَسحقُ الأشباحَ إذ تبيّنَ بعد عامين أنّ المجموعاتِ الإسلاميةَ المتطرفةَ التي كان يحاربُها في مجاهلِ أفريقيا تسكنُ في بيتِه وتقيمُ في شوارعِه.. كما أنّها لم تَخرجْ يوماً مِن مالي لاسيما بعد عودةِ آلافِ المقاتلين الطوارق مِن ليبيا معَ أسلحتِهِم.. وهي إذ حوّلت مسارَها إلى أوروبا فلأنّها وَجدت لها مَلاذاً آمناً . حربُ المساراتِ دَخلتِ الاجواءَ اللبنانيةَ بعد طلبِ موسكو الى بيروتَ تحويلَ مسارِ رِحْلاتِ الطيرانِ المدَنيّ هذا الطلبُ استدعى اجتماعاً عاجلاً في المطار.. وإذ أعلن وزيرُ الأشغالِ العامة غازي زعيتر رفضَ الطلبِ الروسيِّ وعدَمَ تأمينِ ممراتٍ جويةٍ بديلةٍ مِن قبرص.. بدأ المجتمعونَ البحثَ في مسألةِ خِياراتٍ أقربَ الى التعاونِ مِن خلالِ تعديلِ المواعيد لا إغلاقِ المجالِ الجوي أولُ المحلّقين سياسياً كان النائبَ وليد جنبلاط الذي رَفض أن يُصبحَ لبنانُ حياً في موسكو.. وعالجَه الوزيرُ السابقُ وئام وهاب بتغريدةٍ تدعوهُ الى الاقلاعِ عن التوترِ والتويترِ اللذينِ لا يقدّمانِ ولا يؤخّرانِ في سيرِ المعركة .. فالرفيقُ بوتن قرّر كسبَها مهما كلّف الامر وعليهِ سوف تتحقّقُ نبؤةُ الزعيم وليد جبنلاط .. وقد تُحلّقُ طائرات ُالرفاقِ فوقَ المختارة .. ليصبحَ الافتراضيُّ واقعياً.