بنسبةٍ جاورت الستينَ بالمئة خرج جبلُ لبنان الى إنتخاباتٍ بلديةٍ حاميةِ الوغى . أنتشرت في ساحاتِها اوراقُ النوايا المبيّته للجميع .وكلٌ يعملُ لهزميةِ خصمِه البلدي حتى وإنْ كان حليفاً .
سقطت كلُ المحرمات في معركةٍ محليةِ الصنع . فُتحت فيها الجيوبُ على مصراعيها وأَمطرت جونية وكسروان باللون الأخضر وإذا كانت الجديد قد وثقَت حالةً واحدة بالدولار المشهود فإن الدفعَ كان على صوتك يا ناخب وفق قاعدة " مش بس نحنا عم ندفع وهني كمان عم يدفعو" والضرورات تبيح المحظورات حيث الانتخابات لا تفرّق بين الكتائبي والقومي ولا تقرّب العوني من القواتي ولا تلغي العداء التاريخي الجنبلاطي الارسلاني وتدفع بالبيك الى التخفي وراء المجتمع المدني لكن هذا الخليط لا يلغي حيوية هذا النهار الذي أعاد للبنانيين حماسةَ الاقتراع ومنحهم ديمقراطية ً مفقودةً نيابياً ورئاسياً وميزة الجبل ان المشاركة الانتخابية جاءت مرتفعة جدا قياساً على القعر الانتخابي في بيروت
فتدني النسبة هو إدانة للمجلس البلدي المنتخب في عملية لا ترتقي حتى الى التعيين . إذ ان بلدية بيروت عاصمة لبنان العظيم لم تحصل سوى على ثمانية بالمئة من أصوات أهل المدينة فكيف تمثلهم ؟ كيف تتحدث بإسمهم وتقر مشاريعهم ؟
هذا مجلس ٌ بلدي ٌ بالكاد يمثل زاروباً في أحياء بيروت . ولو كان أعضاؤه أصحاب قرار لطلبوا بإنفسهم أعادة أجراء العملية الانتخابية
حتى لا يحكموا لست سنوات مخلوعي ومنزوعي التمثيل .
وبمعزل عن النسب فإن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيسجل له أسبوع ثانٍ من القدرة النظيفة على تمرير أنتخابات هادئة .
نجح المشنوق في ادارة جبل لبنان . وأخفق في اقتراعه السياسي لصالح دعوته لأنتخابات رئاسية تسبق الانتخابات النيابية .
فهو شخصياً صاحب الفضل الاول في وضع نهاية شرعية لمجلس النواب المدد مرتين .
وهو شخصياً دفن المجلس الحالي عندما نجح في أجراء أول انتخابات آمنة بلا ضربة كف .
ووفقاً لقرار المجلس الدستوري فإن المجلس يصبح باطلاً بعد تمكن السلطة من القيام بواجباتها الانتخابية وأثبات قدرتها على ذلك .