كان روبرت إنكه أحد أبرز حراس جيله، ففي زمنٍ وقف فيه عمالقة مثل أوليڤر كان وينس ليمان بين الخشبات الثلاث، نجح إنكه في منافسة هذه الأسماء، وتقديم مسيرة تُحترم أينما لعب.
تنقّل إنكه بين عدة أندية مرموقة، بوروسيا مونشنغلادباخ، برشلونة (حيث بدأت معاناته النفسية تتفاقم)، فنربهشه (فاز معه بلقب الدوري
التركي عام 2004) وتينيريفي وهانوفَر 96 النادي الذي أصبح لاحقًا جزءًا من إرثه الإنساني.
اختير أفضل حارس في ألمانيا عامي 2006 و2009، وأصبح في نهاية
العقد المرشح الأول لحراسة مرمى المنتخب الوطني بعد اعتزال كان وليمان.
وعلى الرغم من تثبيت نفسه كحارس ألمانيا الأول قبل مونديال 2010، لم يتح له القدر سوى المشاركة في يورو 2008 وكأس القارات 1999، وكان ينتظر لحظة المشاركة في كأس
العالم، لولا تفاصيل إنسانية مؤلمة غيّرت مسار حياته.
في عام 2006، رزق إنكه بابنته لارا، لكنها وُلدت بعيب خِلقي في القلب، وعلى الرغم من العمليات ومحاولات العلاج، فارقت الحياة وهي في الثانية من عمرها، فكانت تلك الضربة أقسى مما تحمّله اللاعب المميز.
عانى إنكه من الاكتئاب منذ أيامه في برشلونة، لكنه اختار إخفاء حالته خوفا من وصمة المجتمع الرياضي، وخوفًا من أن يخسر مكانه أو ثقة المحيطين به، وزادت وفاة ابنته الظلام الداخلي، وتسببت في تدهور كبير في صحته النفسية، رغم محاولاته المستمرة للظهور قويّا على أرض الملعب.
في 10 تشرين الثاني - نوفمبر 2009، أنهى روبرت إنكه حياته صادما ألمانيا كلها، الى درجة أن المنتخب الوطني ألغى مباراته الودية المقررة حينها، بينما غرق الشارع الكروي الألماني في الحزن.
ومن هذه المأساة، وُلد إرث مهم للتعامل مع الصحة النفسية في الرياضة، وهو مؤسسة روبرت إنكه، بدعم من
الاتحاد الألماني لكرة القدم ونادي هانوفر 96 وزوجته تيريزا إنكه.
أُنشئت المؤسسة بهدف تقديم دعم نفسي للرياضيين ومكافحة وصمة الأمراض النفسية ودعم أبحاث وعلاج أمراض القلب لدى الأطفال (تكريمًا لابنته لارا)، وعي تُعد من أهم مبادرات أوروبا في مجال دعم الصحة النفسية للرياضيين.