وبحسب المصادر، كان شاكر يعيش في منزل صغير جدًا داخل حي المنشية، مؤلف من غرفتين فقط، اشتراه منذ سنوات وأعاد تأهيله بنفسه، ثم قام بترميم سطح المبنى الذي استخدمه لتصوير أغنيته الأخيرة "روح البحر". وأشارت المعلومات إلى أن شاكر كان يعيش في عزلة شبه تامة، لا يغادر منزله إطلاقًا، وتقتصر علاقاته على عدد محدود من الجيران المقيمين في الحي نفسه، دون أي تواصل مع المجموعات أو الجهات المسيطرة على المخيم. من الناحية الأمنية، أوضحت المصادر أن المنزل يقع على بعد نحو 40 مترًا من الشارع التحتاني، وهي منطقة تخضع لنفوذ جماعات مثل "الشباب المسلم" و"جند الشام"، فيما تقع الجهة المقابلة من الحي ضمن نطاق سيطرة "عصبة الأنصار". أما موقع المنزل نفسه، فيبعد قرابة 100 متر عن مدخل المخيم من جهة جامع الموصلي، ويستغرق الوصول إليه سيرًا على الأقدام نحو عشر دقائق. أما من جهة الحماية، فذكرت المصادر أن فضل شاكر كان يحظى بفرقة حراسة محدودة تتولى أمن منزله منذ دخوله إلى المخيم عام 2013، وكان أول من تولى هذا الدور شخص يُدعى رامي ورد قبل وفاته نتيجة المرض، ثم خلفه في المهمة شخص آخر من آل العابد. وخلال اشتباكات عام 2023 بين حركة "فتح" والجماعات المتشددة داخل المخيم، بقي شاكر في منزله ولم يغادره، فيما لم يتعرض الحي الذي يسكنه لأي إطلاق نار مباشر، لكون الاشتباكات وقعت في مناطق أبعد نسبيًا عن نطاق سكنه. هذه التفاصيل تسلّط الضوء على طبيعة الحياة التي عاشها فضل شاكر خلال فترة تواريه الطويلة، والتي اتسمت بالانعزال التام، إلى أن قرر أخيرًا إنهاء تلك المرحلة بتسليم نفسه طوعًا للسلطات اللبنانية.