ونعى الراحل الجمهور وعدد من المشاهير ومن بينهم الإعلامي السوري فيصل القاسم الذي كتب عبر صفحته الشخصية على "اكس": "وداعاً رياض نعسان آغا، باسمك الكبير وقيمتك التي لا تُختزل. عرفناك أستاذاً ومفكراً، شاعراً وأديباً، إعلامياً وسياسياً من طراز نادر، قلّ أن تجتمع هذه الخصال في رجل واحد. رحيلك المبكر خسارة فادحة، لا لأهلك ومحبيك فحسب، بل للمشهد الثقافي والفكري والسياسي كله. خالص العزاء لأسرتك الكريمة ولآل آغا في سوريا، رحمك الله رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ويُعدّ الراحل من أبرز الوجوه الثقافية والسياسية في سوريا، إذ جمع بين العمل الأكاديمي والإعلامي والأدبي والدبلوماسي. وُلد رياض نعسان آغا عام 1947 في إدلب، لأسرة عُرفت بالقراءة القرآنية والعلم، حيث كان والده الشيخ حكمت نعسان آغا وجدّه خالد نعسان آغا من مقرئي المحافظة.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في إدلب، ثم انتقل إلى دار المعلمين في حلب، قبل أن يتخرج في قسم الأدب العربي بكلية الآداب في جامعة دمشق. تابع دراساته العليا في الفلسفة الإسلامية، فنال درجة الماجستير عن أطروحته "المساهمة العربية في عصر النهضة الأوروبية"، ثم الدكتوراه من جامعة باكو عن أطروحته "الإعلام والعولمة"، التي صدرت لاحقاً في كتاب بعنوان "بين السياسة والإعلام" عن دار الفكر في بيروت عام 2001.
بدأ الراحل مسيرته الأدبية مبكرا، فكتب الشعر في سن صغيرة، وأصدر في إدلب مجلتي "أشبالنا" و"النصر – جيل النصر"، كما كتب عام 1972 مسرحية "تراجيديا أوليس" التي فازت بجائزتي أفضل نص وأفضل عرض في مهرجان المسرح التجريبي.
مهنيا، عمل مدرسا للأدب العربي في ثانويات إدلب، ثم انتقل إلى التلفزيون السوري حيث شغل منصب مدير البرامج ومدير الإنتاج الدرامي. وانتُخب عضوًا في مجلس الشعب عام 1990، كما عمل مديرًا لمكتب الشؤون السياسية في رئاسة الجمهورية ومستشارًا سياسيًا للرئيس الراحل حافظ الأسد حتى عام 2000.
وتولى آغا مناصب دبلوماسية عدة، منها سفير سوريا في سلطنة عُمان ثم في دولة الإمارات، ونال خلال مسيرته وسام النعمان من سلطان عُمان ووسام الاستحقاق من رئيس دولة الإمارات. وفي عام 2006، عُيّن وزيرًا للثقافة السورية، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2010.
وعُرف رياض نعسان آغا أيضا بحضوره الإعلامي، إذ قدّم برامج ثقافية وتعليمية بارزة، منها: "شعراء العربية"، و"الشعر والشعراء"، و"دوحة المعرفة"، و"مائة عام من الإبداع".