الحكم جاء بعد تحقيقات مطوّلة كشفت سلسلة من الانتهاكات الطبية الخطيرة، أبرزها حصول الطبيب سلفادور بلاسينسيا، البالغ من العمر 44 عامًا، على الكيتامين دون أي سند طبي واستخدامه لحقن بيري خارج الإطار العلاجي. واعترف بلاسينسيا بمسؤوليته عن توزيع المخدرات، متنازلًا عن رخصته الطبية، رغم أن التهم كان يمكن أن تعرّضه لعقوبة تصل إلى 40 عامًا في السجن. التحقيقات أظهرت أن بيري، الذي عُثر عليه فاقدًا للوعي داخل حوض جاكوزي في منزله بلوس أنجلوس، توفي نتيجة "آثار حادة للكيتامين"، إضافة إلى عوامل ثانوية أدت إلى فقدانه السيطرة والغرق. ورغم خضوعه سابقًا لعلاج بالكيتامين في عيادة مختصة، فإن اعتماده على المادة تصاعد بعدما رُفضت طلباته لزيادة الجرعات، ما دفعه للجوء إلى مقدمي خدمات غير قانونية. المعطيات القضائية كشفت أيضًا أن الطبيب بلاسينسيا قام بحقن بيري بالكيتامين مرتين على الأقل: مرة داخل منزله، ومرة داخل سيارة متوقفة، من دون أي مبرر طبي. كما تبيّن أنه حصل على المادة من طبيب آخر يدعى مارك تشافيز في سان دييغو، وأن رسائل نصية متبادلة بينهما تضمنت عبارات مستهترة طمعًا في المال، بينها رسالة كتب فيها بلاسينسيا: "أتساءل كم سيدفع هذا الأحمق". القضية لم تتوقف عند هذا الحد، إذ اعترف أربعة أشخاص آخرون بدورهم في سلسلة الجرائم التي أدت إلى وفاة بيري، ومن المقرر صدور أحكامهم في الفترة المقبلة. ماثيو بيري، الذي اشتهر عالميًا بدوره في شخصية تشاندلر بينغ، كان قد تحدث علنًا لسنوات عن صراعه الطويل مع الإدمان. وبعد وفاته، أكدت السلطات أن استغلال بعض مقدمي الخدمات الطبية لحالته النفسية والصحية ساهم في تدهور وضعه وصولًا إلى نهايته المأساوية. وخلال جلسة النطق بالحكم، ظهر الطبيب بلاسينسيا في حالة ندم واضحة، ووجّه اعتذارًا صريحًا قائلاً: "لقد خذلت السيد بيري وعائلته والمجتمع… أنا آسف للغاية"، فيما جلست عائلة بيري في قاعة المحكمة متأثرة باللحظة التي أنهت فصلًا طويلًا من الغموض والأسى حول رحيله.