الفعالية التي حملت عنوان "سوريا الأمل" مطلع أيلول/سبتمبر، شهدت حضوراً رسمياً تقدّمته وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات، التي بدت متأثرة وهي تكرم واصف في مشهد وثقته الكاميرات وانتشر سريعاً عبر المنابر الإعلامية. إلا أن تغطيات عديدة قدمت الحدث بوصفه اعترافاً أممياً بمسيرة الفنانة، مستخدمة عبارات مثل "سفيرة السلام لدى الأمم المتحدة"، ما عزز لدى الجمهور انطباعاً بصفة دولية رسمية للتكريم.
لكن منصة "تأكد" المختصة بالتحقق الإعلامي كشفت أن المنظمة المانحة ليست مدرجة ضمن سجلات المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (إيكوسوك)، ولا ضمن أي من قواعد بيانات المنظمات غير الحكومية المعتمدة، كما أنها غائبة عن منصات التوثيق الحقوقي الدولية مثل "NGO مونيتور". المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا أكدت بدورها أن المكتب وكذلك "يونيسف" لا يعملان مع هذه الجهة ولا يعترفان بها.
التحقيقات الإعلامية أشارت إلى أن الشخصية المحورية وراء المنظمة هو اللبناني علي عقيل خليل، الذي يقدم نفسه بصفة "السفير". خليل سبق أن واجه اتهامات بالاحتيال والتزوير وانتحال الصفة، وكشفت قناة "الجديد" في تحقيق استقصائي أن نشاطه اعتمد على وثائق مزيفة وألقاب دبلوماسية وهمية مثل "جواز السفر العالمي" الصادر عن منظمة مثيرة للجدل تُعرف بـ"WSA"، وهي وثائق مصنفة رسمياً ضمن "الوثائق الخيالية" غير المعترف بها دولياً.
المحتوى المنشور عبر صفحات المنظمة أظهر أيضاً ارتباطاً دعائياً بالنظام السوري، عبر إبراز صور لبشار الأسد وزوجته، وتقديم المنظمة كمنبر تمجيدي أكثر من كونها مؤسسة حقوقية. هذه الوقائع تضع التكريم في خانة الفعاليات المحلية ذات الطابع الرمزي، بعيداً عن أي صفة أممية أو اعتراف دولي.