وكتب الجعفراوي في وصيته الأخيرة: "أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين. بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، عشت الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي".
وأضاف: "إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب… أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني. أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا المسير من بعدي. أوصيكم بالمقاومة… بالطريق الذي سرنا عليه، وبالنهج الذي آمنا به."
وفي رسائل مؤثرة لعائلته، وجّه الجعفراوي كلمات وداع إلى والده الذي وصفه بـ"تاج الرأس وقدوته"، وأمه المريضة التي تمنى أن يراها مبتسمة بعد رحلة علاجها، كما كتب لأخيه الأسير ناجي: "قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن، لكن وعد الله حق، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن."
واختتم وصيته بالقول: "لا تظنوا أن استشهادي نهاية، بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية. أوصيكم بفلسطين وبالمسجد الأقصى، وإن لم أصل إليه في الدنيا، فأسأل الله أن يجمعنا عنده في الجنة."