أعلن أطباء من مستشفى ماساتشوستس العام في الولايات المتحدة أن رجلاً يبلغ 62 عاماً مصاباً بمرض كلوي في مرحلة متأخرة، أصبح أول إنسان يخضع لعملية زرع كُلى من خنزير معدل جينياً، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وقال المستشفى، في بيان، إن الجراحة التي أُجريت يوم 16 مارس/آذار واستغرقت أربع ساعات "تمثل تحولاً كبيراً في السعي لتوفير أعضاء متاحة للمرضى بسهولة أكبر"، وتم توفير كُلية الخنزير من شركة "إي.جينيسيز أوف كامبردج" في ماساتشوستس.
ويأتي ذلك بينما سبق أن قام أطباء بزراعة قلب خنزير معدَّل وراثياً لمريض يبلغ من العمر 58 عاماً خلال شهر سبتمبر/أيلول 2023، في ثاني تجربة من نوعها في العالم بعد تجربة أولى كانت قد أجريت عام 2022، لكن المريض الذي استفاد منها توفي بعد شهرين من خضوعه لعملية الزرع.
وقد أُجريت العملية الجديدة في 20 أيلول 2023، للورانس فوسيت، وهو جندي متقاعد يعاني مرضاً خطيراً في القلب من شأنه التسبب بموت حتمي.
بينما اعتبر الأطباء أن هذا المريض غير مؤهل للخضوع لعملية زرع قلب بشري، وبالتالي فإن حل زراعة قلب خنزير معدل وراثياً يمثل "الخيار الوحيد" بالنسبة له، بحسب البيان. وقال قبل العملية، بحسب المصدر نفسه: "على الأقل الآن بات لديّ أمل وفرصة" بالبقاء على قيد الحياة.
وفيما قالت زوجته: "ليست لدينا أية توقعات سوى أن نمضي مزيداً من الوقت معاً للاستمتاع بأمور بسيطة، مثل الجلوس على الشرفة أمام المنزل، وتناول القهوة معاً". قال الأطباء إن لورانس فوسيت يتنفس حالياً بمفرده، كما أن قلبه الجديد يعمل بشكل جيد من دون مساعدة خارجية.
وكانت قد أجريت عملية مماثلة أولى عام 2022 في المؤسسة نفسها، وهي كليّة الطب بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة. وكتبت الجامعة، في بيان، أن المريض آنذاك، ديفيد بينيت، توفي بعد حوالي شهرين من العملية "بسبب عوامل عدة، بينها سوء حالته الصحية" قبل عملية الزرع.
وقال مستشفى ميريلاند في بيان، إن "ديفيد بينيت (57 عاماً) تُوفي، الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022، بعدما بدأت حالته بالتدهور في الأيام الأخيرة"، وأضاف البيان: "عندما اتضح أنه لن يُشفى من هذه الحالة، تم مدّه بالرعاية الطبية المخصصة للأشخاص المنازعين".
وأشار المستشفى الأمريكي كذلك إلى أن بينيت، الذي خضع لعملية زراعة قلب خنزير في السابع من يناير/كانون الثاني 2022، تمكّن من التواصل مع عائلته في ساعاته الأخيرة.
وكان المستشفى قد لفت عند الإعلان عن هذا الحدث العلمي قبل شهرين، إلى أن العملية أظهرت، للمرة الأولى، أن قلباً حيوانياً يمكنه الاستمرار في العمل داخل جسم الإنسان من دون رفض فوري.