واجه وقف إطلاق النار في اليمن بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده
السعودية خطر الانهيار أمس الأربعاء، فتبادل الطرفان الاتهام بخرق الهدنة في الوقت الذي استمرّت محادثات السلام في سويسرا لليوم الثاني.
وقال العميد أحمد عسيري المتحدث باسم قوات التحالف إنّ الحوثيين المدعومين من
إيران خرقوا مرات عدّة وقف إطلاق النار الذي يفترض أنّه بدأ ظهر الثلاثاء وإن قوات التحالف ردت.
وقال عسيري لقناة الإخبارية التلفزيونية السعودية " بلغت الانتهاكات حوالي 150 انتهاكا للهدنة من قبل الميليشيات الحوثية وهذا لا يعبر عن نية صادقة ".
وأضاف "نهيب بالأمم المتحدة أن توضح للجانب الحوثي أنه لن يكون هناك صبر علي هذه الممارسات وقد تنهار الهدنة في أي وقت لأنّ حدود
المملكة خط أحمر ولن يسمح للميليشيات الحوثية أن تستغل هذه الهدنة لتضر به ".
وجاءت تعليقاته بعد أن اتهم متحدث باسم
القوات الحكومية اليمنية الموالية للرئيس السابق
علي عبد الله صالح، حليف الحوثيين، قوات التحالف بممارسة " تصعيد خطير بري وبحري وجوي"، بحسب ما ورد في وكالة سبأ للإنباء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال المتحدث العميد الركن شرف غالب لقمان "البوارج الحربية للعدوان تقصف الآن مدينة اللحية في الحديدة بشكل كثيف وفي محافظة تعز تجري محاولات زحف من قبل مرتزقة العدوان مسنودين بالطيران باتجاه الجحملية مستغلين
التزام الجيش واللجان الشعبية بالهدنة" وفق ما نقلت عنه وكالة سبأ.
وأضاف " إننا لن نظل مكتوفي الأيادي بل سنرد بقوة تجاه ما يحدث من اختراقات من قبل دول تحالف العدوان ومرتزقتهم".
وقال مصدر قبلي عبر الهاتف من محافظة مأرب بوسط اليمن " طائرات التحالف شنت غارة جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقة نجد بمنطقة صرواح بعد الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار ".
وأورد سكان في مدينة تعز جنوب غرب البلاد خبر غارة جوية نفذت بعد أن أطلقت قوات الحوثيين صواريخ على المنطقة.
وقالت
وكالة الأنباء السعودية إن الحوثيين قتلوا أحد الضباط السعوديين في منطقة حدودية بعد سريان وقف إطلاق النار.
من جهة ثانية، ذكر مسؤولون محليون أنّ رجال قبائل تسبّبوا في تأخير صفقة تبادل سجناء بين الحوثيين ومقاتلين جنوبيين والتي أعلنت الأربعاء.
ومثل الإعلان عن هذه الصفقة التي توسط فيها زعماء قبليون يمنيون واحدة من أهم المؤشرات الإيجابية في الصراع حتى الآن. لكن مسلحين قبليين من محافظة البيضاء في وسط اليمن قطعوا الطريق المؤدي للمبنى الذي كان مقررا أن يستضيف عملية التبادل وطالبوا بأن يطلق الحوثيون سراح أقاربهم في إطار الصفقة.
وقال مسؤولون من الجانبين في وقت سابق
اليوم إنّ نحو 360 سجينا من الحوثيين محتجزون في عدن و265 سجينا من المدنيين والمقاتلين الجنوبيين في طريقهم لإتمام عملية التبادل على الحدود بين محافظتي يافع والبيضاء عند الظهر.
وأكد سكان أن الوسطاء حاولوا إقناع رجال القبائل من البيضاء بالسماح بإتمام الصفقة.
وأغلب السجناء الحوثيين أعمارهم بين 13 و16 عاما احتجزوا عند استعادة الجنوبيين السيطرة على عدن في تموز الماضي. ولم يعرف الكثير عن سير المحادثات الدائرة في سويسرا بوساطة
الأمم المتحدة لكن الوفود التي أمكن الوصول إليها عبر
مواقع التواصل الاجتماعي بدت متفائلة بعد أول يومين من التفاوض.
وبدأ وقف إطلاق النار الذي يستمرّ سبعة أيام ظهر الثلاثاء مع انطلاق محادثات في سويسرا بين ممثلي الحكومة والحوثيين في محاولة لوقف النزاع المستمر منذ تسعة أشهر بين الحوثيين المتمركزين أساساً في
الشمال ومقاتلي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي تدعمه السعودية والمتمركزين في الجنوب والشرق.
وقتل في الحرب نحو ستة آلاف شخص فيما تشرد نحو مليون.