عزّ المنى .. وهذا ما نَدفعُ بهِ وإليهِ مذ تطاولتِ الأيادي والأجسادُ والأعْلامُ على الإعلام فالجديد التي اعتادت المواجهةَ امامَ القضاءِ المَحليّ وانتَزَعت البراءةَ مِن المحاكمِ الدَّولية ترحّبُ اليومَ بخُطوةِ دولةِ الرئيس نبيه بري اللجوءَ إلى القضاءِ وإقتناعِه أخيراً بالاحتكامِ إلى العدلِ وحَيَّ على خيرِ العمل فالقضاءُ يعوّضُه عن غوغائيةِ الشارع وأهلًا به نصيرًا لتغليبِ الحقِّ على سياسةِ الحرق وإن كان في الجسمِ القضائيِّ بعضُ الحفرِ الناجمةِ عن تدخّلاتٍ سياسيةٍ تَنصُرُ أولياءَ أمرِها. دَعوى باليد .. خيرٌ مِن رصاصٍ مِن وراءِ شجَرة .. أو موادَّ حارقةٍ تأتينا قبلَ طلوعِ الفجر أو هجومٍ على المبنى من هاجوج وماجوج .. والدّعوى تُغني بري كذلك عن طلَبِ المشورةِ العاجلةِ مِن وليِّ الصِّحافةِ غيرِ الفقيه وتَضْطَرَّه الى الاستعانةِ بخِبرةِ عرّابِ خطوطِ الوسَطِ على أنواعِها .. يَدينُنا ببيعِ الشاورما وهو يبيعُ مُشتقاتٍ مِن هذهِ الحروفِ إلى دولِ الخليج ويستحصلُ لقاءَها على مَنصبِ نقيب .
ولن يليقَ بدولةِ الرئيسِ شاهِدٌ مِن أهلِ الهوى ..لأنّ لنبيه بري تاريخاً منَ الهوى السُّنيِّ الشيعيِّ المشتركِ كما جاء في دعواهُ اليوم .. وإذا كانَ منتحلَ صِفةِ النقيب شاهداً غيرَ ذي قيمةٍ فإنّ كلامَ رئيسِ المجلسِ الوطنيِّ للإعلام عبد الهادي محفوظ المنصّب ودفاعَه عن الاعمالِ الهمجيةِ يضعانِ صِدقيّةَ المجلسَ على المِحكّ فيما يُؤمَلُ مِن هذا المَحفلِ الإعلاميّ ألا ينظرَ مِن عينِ التينة وأن يتعاملَ معَ الاعتداءِ على الإعلامِ بوصفِه جريمةً يعاقبُ عليها القانون . وإذا كان النقيب ورئيسُ المجلسِ الوطنيِّ للإعلام قد دعما ما هو باطل .. فإنّ ميشال غبريال المر وجدَ ممراً للتهرّبِ مِن ضجيجِ جلَساتِه ومحاكمتِه على سرِقةِ التسعينَ مليارَ ليرةٍ نَهباً وعَداً مِن خزينةِ الدولة .. ومعَ تثميينِ خُطوةِ بري بالاحتكامِ الى القضاء فإنّ الجديد تدفعُ عنها تُهمةَ إثارةِ النَّعَراتِ الطائفية .. والتي تَبعُدُ عنا مَسافاتٍ ضوئيةً لا بل إنّ الطائفيةَ تصلُ الى هذا المبنى وتعودُ أدراجَها لأنها لن تجدَ لها مَنفذاً .
ولقاؤُنا معَ دولةِ الرئيس في المحاكم .