نتلقّى رصاصاتِ الفجرِ ونَمضي نحوَ يومٍ جديد فيه الكلمةُ سلاح والصورةُ مَخزنُ عَتاد والمواجهةُ على هذا المِنبرِ في وَضَحِ النهار ولن تكونَ تَسللًا عند آخرِ خيوط الليل فالمجهولُ يَعيشُ عُمرَه مجهولاً يُطلِقُ نارَه ويَفِرُّ هارباً مِن دونِ أن يتوقّفَ ليُعلِنَ المسؤوليةَ والهدفَ الذي دفعَه إلى عملٍ إجراميِّ ضِدَّ محطةٍ إعلاميةٍ لا تتسلّحُ إلا بمواقفِها وجَبَهاتُها مصوّبةٌ على مدى الهواءِ إلى الدفاعِ عن الناسِ وحقوقِ المقهورين والرصاصُ لا يَحُدُّ مِن العزائم ولن يَحجُبَ رؤىً فمطلقوها يختبئونَ وراءَ العَتَمَة ونحن نخرجُ إلى الضوء لنراكمَ هذا الاعتداءَ إلى سِجِلِ تعدياتٍ سابقة منها المَيدانيُّ والسياسيُّ المَحليُّ والدَّوليّ.. وليس آخرَ الرصاصِ ما رشقتْه المحكمةُ الدُّوليةُ في اتجاهِ هذه المحطةِ وإن جاءت على شكلِ قُنبلةٍ صوتية والجديدُ المتأهبةُ على قلمٍ مِن رصاصٍ وَضعتِ اليومَ مِلفَّ الاعتداءِ أمامَ النيابةِ العامةِ التمييزية وادّعت على عناصرَ مسلحةٍ مجهولةِ الهُوية وكلِّ مَن يُظهرُه التحقيقُ بتُهمةِ محاولةِ القتلِ والتهديدِ بالقتل على أملِ أن يأخُذَ التحقيقُ مجراه إن لم يكُن حِرصاً على سلامةِ مَحطةٍ إعلامية فعلى الأقلّ حِفاظاً على أمنِ المدّعي العامِّ للجمهوريةِ القاضي سمير حمود الذي يتمتّعُ بحقِّ الشَّفْعة لكونِه يشاركُنا الشارعَ نفسَه وربما استفاقَ مذعوراً على أزيزِ الرصاص لكنَ حمود دائمُ الاطمئنان لأنه لن يتسبّب يوماً بغضبِ أيٍّ مِن الجهاتِ السياسية ويحيا بصِفر أعداء وإن نامَ القضاء ولذلك فإنّ أيَّ مِلفٍّ يُحال سيكونُ مِن المُحال سواءٌ في شِقِّه الإعلاميّ أو الإداريِّ العائدِ الى فسادِ أهلِ الدولة.. ويسألونك لماذا يتحرّكُ الناسُ للمحاسبة وكيف يخرجونَ إلى الشوارع لاستردادِ حقِّهم ولعلَّ أكثرَ التحرّكاتِ استعادةً للروح هو تلك التي شهِدَها وسَطُ بيروتَ مساءَ اليوم وبُسِطَت فيها بِضاعةُ "أبو رخوصة" على امتدادِ شوارعِ المدينة ُ فالوسط عاد وسطاً واسترجعَ كلمةَ "البلد" وساحةَ البرج وأسواقَ الطويلة والنورية وسرسق وباب إدريس وخان الفرنج.. وكادت ترتفعُ في المدينة "سينما ريفولي" والكابيتول ومواقفُ البوسطاتِ الحُمر ذكرياتُ السبعين وما قبل وشوارعُ الباعةِ الجوّالين.. وسوقُ الصواغين كلُّها حضرت إلى الساحة قائلةً لتجار بيروت: هنا كانت التجارةُ تَزدهر وتُصدِّرُ خيراتِها إلى العالم وأنهّا قُتلت عندما ارتفعَ مشروعُ سوليدير الذي هجّرَ الناسَ الأصليين وسلبَ عَقاراتِهم وأرزاقَهم واستحدث تجارةً بديلةً لا يَقوى المارةُ إلا على التحديقِ إليها مِن دونِ الاقترابِ مِن أسعارِها الحياةُ التي رقَصت في قلبِ البلد لا تُشبهُ الحياةَ السياسية الميْتةَ المترنِّحةَ عن خُطة شهيب ولا إغراءاتِ جنبلاط لأهل الأقليم . وحَراكَ أبو فاعور والياس أبو صعب على خطوطِ التسوية وحوارَ الطاولة التي بات عليها أن تَنقلِبَ في وجهِ أصحابِها وليذهبوا لمحاورةِ الناس عَجْزٌ سياسيٌّ قاد رئيسَ الحكومةِ إلى زيارةِ عين التينة واعداً بجلسةٍ حكوميةٍ بعدَ عودتِه مِن نيويورك لكنّه لم يُبلغْنا ما إذا كان سوفَ يصطحبُ معه مستوعَبَ نُفاياتٍ لطرحِها على الجمعيةِ العموميةِ للأممِ المتحدة.