الحدثُ على جسرِ الهند .. والصلاةُ عند المغرب/./ فمِنْ قِمةِ العشرينَ في نيودلهي بُني السُّلَّمُ الرابطُ بين الهند وأوروبا بشبكةٍ لسكك الحديد والنقلِ البحري عبر السعودية والامارات ومنطقةِ الشرق الاوسط وبينَها مشروعُ الممراتِ الخُضْرِ معَ المملكة/./ وفيما كان العمرانُ يشُق طريقَ حريرٍ جديدةً ويضمُّ الاتحادَ الأَفريقي الى قمة العشرين تثاءَبتِ الارضُ في المغرب وأَخرجتْ أَثقالَها دماراً وضحايا ومفقودينَ تحت الانقاضِ/ وضَربتْ مواعيدَ لهزاتٍ ارتداديةٍ في الايامِ المقبلة/./
ولكنَّ الموعِدَ الاولَ كان وحدَه كارثياً مسجِّلاً الهزةَ الاقوى منذ مئةِ عامٍ اذ بلغتْ درجاتُها سبعاً على مقياس ريختر/ وخلَّفتْ اكثرَ من الفِ قتيلٍ والآفَ الجرحى وملايينَ الأبنيةِ بين مهدمةٍ ومتصدعة/./ والوزاراتُ المختصةُ في المغرب تكاد لا تُحصي رقماً إلاّ ويتضاعفُ بعد ساعات/./ وهَبَّ العالمُ لنَجدةِ المغرب وبينهم دولةُ الجزائر التي كانت في حالةِ عِداءٍ دبلوماسي مع الدولةِ المنكوبة/ صَلّتِ الدولُ على نية المفقودينَ في المغرب وسلّمتْ على ارواح الذين غَلَبَهُمُ الدمارُ والاتربةُ/ واولئك الاولادِ الذين اغمضوا عيونَهم ذاهبينَ الى الاحلام فسرقَ الموتُ غَفوتَهم/./ فالمغربُ اليومَ مملكةٌ حزينةٌ بعد ان فاجَأَتْها بصفائحَ غادِرةٍ طالت موجاتُها مدينةَ مراكش واقليمَ الحوز ومدناً كانت قد عَقدتْ للتوّ مشاريعَ معَ الحياة/./ وإذا كانتِ الكوارثُ على سطحِ الارضِ محدَّدَةَ الاسبابِ والنتائجِ المأساوية فإنها في مملكةِ عين الحلوة غامضةُ الصفائحِ والزلازلِ والبراكينَ ومسبباتِها/./ رُبطتِ الاحداثُ قبل شهرٍ من اليومِ بعواملَ كونيةٍ وبخروجِ الفصائلِ عنِ المصالحاتِ ثم عَرَّجتْ بعد ذلك على احداثِ شمالِ سوريا وبعدها على السويداء/ واقيمت شبكةُ تواصلٍ عربيةٍ بين المخيمِ الفلسطيني والمنظماتِ الفاعلة/ وثمةَ مَنْ وجد ترابطاً يدفعُ بالمنظماتِ الارهابية الى تهديد بوابة العبور نحو الجنوب .. لكنَّ كلَّ هذه الاسبابِ ظلت في دائرة الشك والتكهنات أَمّا الواضحُ الوحيدُ منها فهو ان اسرائيل ستكون المستثمِرَ الاولَ في احداثِ المخيم " الحلوة" بالنسبة الى العدو/./ وتخطتِ التطوراتُ الامنيةُ سياجَ المخيم لتوقِعَ ضحايا خارجَه/ فيما يَختبرُ المسلحونَ مختلف انواع القذائف والرشاشات بينما طالَ الرصاصُ منطقةَ الحسبة ووصل الى الغازية حيث استُشهد احدُ المواطنين . اما داخلَ المخيم فقد سقط قتلى عسكريون و مدنيون ومنهم شقيقُ احدِ الإرهابيين /./ وبالرصاصِ السياسيِّ الطائش يَستقبلُ لبنانُ الثلاثاءَ المقبل كبيرَ المفاوضينَ الفرنسيين على المِلف النووي الرئاسي ويحطُّ جان ايف لودريان في عين التينة اولاً قبل ان يُطلقَ محركاتِه في قصر الصنوبر/./ ومكرراً اقوالَه في مصالحة الجبل أعاد وليد جنبلاط اليومَ توبيخَ الاغبياءِ بطريقةٍ اكثرَ دبلوماسيةً وجدد مطالبَه الى كلٍّ من اموس هوكستين وحسين امير عبد اللهيان وقال إنَّ هناك في الخارج مَن لا يساعدُ على انتخابات الرئاسة وفي الداخلِ هناك أصواتٌ تقولُ نعم للفراغ/./ وفي موازاة انتظار لودريان سرّع حزبُ الله والتيارُ الوطني الحر من حركة التشاور على " وليمة " اللامركزيةِ الادارية والصندوقِ السيادي/ واكدت معلومات الجديد حصول الاجتماع الاول في ميرنا الشالوحي برئاسة الان عون عن التيار وعلي فياض عن حزب الله وترجّح المعلومات ان النقاش لا يزال تقنيا وان " باسيل " سيكمن اخيرا في التفاصيل .