لقاءُ الرياض ظَهرت مفاعيلُه في حارة حريك/ إذ لم تكدْ تنتهي زيارةُ علي لاريجاني أمينِ المجلسِ الأعلى للأمن القومي الإيراني إلى المملكةِ
العربية السعودية واجتماعُهُ بولي العهد محمد بن سلمان/ حتى أَطلَقَ الأمينُ العامُّ لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مبادرةً باتجاه المملكة/ فدعاها إلى فتح صفحةٍ
جديدة معَ المقاومة/ مبنِيَّةٍ على أسسِ حوارٍ يعالِجُ الإشكالاتِ ويُجيبُ عن المَخاوفِ ويؤمِّنُ المصالح/ وضِمنَ سياسةِ مدِّ اليد قدَّم "الكيميائي" تركيبةَ حوارٍ مع الرياض تَجمَعُ بين الاتفاقِ على أنَّ
إسرائيل هي العدوُّ وليستِ المقاومة/ وبين تجميدِ الخلافاتِ التي مرَّت في الماضي/ وفي رسالةِ الطمأَنَة أكد الأمينُ العامُّ أنَّ سلاحَ المقاومة وُجهَتُه إسرائيل وليس
لبنان ولا السعودية ولا أيَّ مكانٍ ولا أيَّ جهةٍ في العالم// دعوةُ حزبِ الله لم تأتِ من فراغ/ بل من إشاراتٍ بعثَ بها السفيرُ السعودي في لبنان وليد بخاري/ مفادُها أن المملكةَ تَعتبرُ أبناءَ الطائفةِ الشيعية في لبنان كأبناءٍ لها/ وأنَّ المملكةَ لا تريدُ أن يستقويَ أحدٌ على أحدٍ بها ولا تَسمحُ بهذا الشيء/ وهذه الإشاراتُ نَقَلها الشيخ عباس الجوهري بعد لقائه البخاري عبر برنامَج الحدث مطلَعَ الأسبوع على الجديد/ إذ قال إنه تَناهَى إلى مسامِعهم أن حزبَ الله وفي مداولاتِه يؤكدُ أنه إذا حصلَ اتفاقٌ تامٌّ في لبنان فالحزبُ لن يَركُنَ بهذا الاتفاق إلَّا لدولةٍ واحدة هي المملكةُ العربية السعودية/ دعوةُ حزبِ الله اليوم/ وما نُقل عن السفير السعودي بالأمس/ استُبِقا بكلامٍ لنائب رئيسِ المجلس السياسي محمود قماطي قال فيه ان لا مشكلةَ لحزبِ الله مع السعودية/ ما اعتُبر مؤشِّراً إلى تغيّرٍ في خِطاب الحزبِ نحو المملكة وانخفاضِ حِدةِ الحملةِ عليها/ومن هذا المثلثِ متعددِ الإشارات قد تَرتسِمُ مَعالمُ مرحلةٍ جديدة في العلاقة بين الطرفين في زمنِ التحولاتِ الكبرى التي تشهدُها المنطقة/ ومنها العدوانُ الإسرائيليُّ المستمر على لبنان وآخِرُه يومُ المسيّراتِ التي استَهدفت قرىً جنوبيةً عدة/ كان أبرزُها أمام مستشفى تبنين الحكومي حيث سقطَ شهيدٌ وأحدَ عَشَرَ جريحاً/ إضافة إلى العدوانِ على قطر والحربِ المستمرة على غزة/ وعليها أَسقطتِ الولاياتُ المتحدة الأميركية مشروعَ قرارٍ لوقفِ الحرب على غزة/"بضربةِ الفيتو"/ "الضربة" لم تكنْ مفاجِئةً في طبيعتها/ فهي السادسةُ في خلالِ عامين/ ارتَفَعت خلالَهما اليدُ الأميركيةُ الواحدة في مقابلِ أربعةَ عشَرَ صوتاً/ لإبطال مفعول أيِّ قرارٍ يُلزِم إسرائيل بوقفِ الإبادة في القطاع/ لكنها شَكَّلَت فارقةً في توقيتها/ فهي أتت كمبارَكةٍ لعمليةِ احتلالِ مدينةِ غزة وتهجيرِ نحوِ نِصفِ مِليون غزّي منها نحو المصيرِ المجهول/ ومَثَّلت رسالةً واضحة على بُعدِ أيامٍ من اجتماع الجمعيةِ العامة للأمم المتحدة للاعترافِ بالدولة
الفلسطينية الذي سيُعقدُ مطلَعَ الأسبوع في نيويورك/ على أن يتمثلَ لبنان في الاجتماع برئيسِ الجمهورية جوزاف عون على رأس وفد/ في حين تصلُ المبعوثةُ الأميركية مورغان أورتاغوس إلى
بيروت بعد غد الأحد/ لا مواعيدَ سياسيةً في زيارةٍ تَتخذُ طابِعاً عسكرياً/ وهو المشارَكةُ في اجتماع لجنة "الميكانيزم".