"قِمةُ النار"/ انتهت على البارد// و"الضربةُ المرتَدَّة"/ أَصابتِ الشاباك والجيشَ والعينَ
الإسرائيلية "بعَمى المعلومة"/ وعمليةُ الاغتيالِ الفاشلة دَفعت ببنيامين نتنياهو إلى أخذِ الأمرِ "بصدرِه"/ والقولِ عبر مكتبِه إنَّ العمليةَ مستقلةٌ تماماً بادرت إليها
إسرائيل ونفَّذَتها وتتحملُ مسؤوليتَها الكاملة/ وبذلك تراجَعَ نتنياهو خُطوةً إلى الوراء لإبعاد التُّهمة عن الإدارةِ الأميركية بالتنسيقِ المسبَّق معها لضربِ قياداتِ حماس على أرضِ الوَساطةِ القطرية// بعد العِلمِ والخبر الإسرائيلي/ وبضوءٍ أخضرَ أميركي/ بحَسَبِ جيروزاليم بوست التي كَشفت أن المسؤولين
الأميركيين كانوا على عِلمٍ بعملية الدوحة/ استَهدفَ سِربٌ من الطيرانِ الحربي
الإسرائيلي بإشراف نتنياهو المباشِر مُجَمعاً سكنياً في الدوحة بهدف قتلِ قياداتِ الصفِّ الأول لحماس/ وبحَسَبِ القناةِ الثانيةَ عشْرَةَ الإسرائيلية فقد تم إِطْلاعُ المجلسِ الأمني المصغر فقط على العملية وطَلب من اعضائه التكتمَ على الأمر/ والضربةُ التي لم تُؤتِ "أُكُلَها"/ بفشلِها وبنجاة المستهدَفين/ كانت ضربةً ثُلاثيةَ الأبعاد/ ارتَدَّت على مفاوضات وقفِ إطلاق النار الجارية على مقترحِ الفرصةِ
الأخيرة لترامب/ وتخلَّت عن الأسرى الأحياءِ في غزة/ وشَكلت إعلاناً رسمياً بانتهاء المفاوضات بمحاولة قتلِ المفاوِض وتفجيرِ "دوحة" التفاوض/ في سيناريو "معجلٍ مكرر" عن عملياتٍ سابقة وَجَّهت خلالها إسرائيل طَعَناتٍ في الظهر لكل عملياتِ التفاوض ومحادثاتِ الوصول إلى صفْقةٍ تُنهي الحربَ على القطاع// فَشِلتِ العمليةُ في تحقيق هدفِها فأَطلَق نتنياهو حملةَ تبرير/ ولم يجدْ إلا عمليةَ القدسِ البطوليةَ بسلاحِها البَدائي/ العابرِ لكلِّ الصواريخ/ رافِعةً للعدوان على قطر/ لكنها حقَّقت هدفاً آخرَ في ضربِ دولةٍ تقفُ عند خطِّ الوسط بين المعتدِي والمعتدَى عليه/ وعضوٍ في مجلس التعاون الخليجي/ وتدلُّ على أنَّ كلَّ الدولِ
العربية والخليجية باتت مهدَّدةً ومستَباحة طالما لا رادعَ يقفُ أمام إسرائيل وهي تقوِّضُ استقرارَ المنطقةِ برُمَّتها/ وعليه فإنَّ الاكتفاءَ ببياناتِ الشجبِ والإدانة لا يُجدي نفْعاً/ وأقلُّ الإيمان أن تلجأَ الدولُ إلى قطع علاقاتِها مع إسرائيل وإلغاءِ الاتفاقيات معها كإجراءٍ احترازي لردع جنونِ بنيامين نتنياهو/ ونُسختِه النازيَّة في قطاع غزة// وانسحاباً نحو المشهدِ الداخلي/ تعودُ حركةُ الموفدين بعد استراحة/ وتستعدُّ العاصمةُ
بيروت بالتزامنِ لاستقبال الموفَدِ السعودي الأمير يزيد بن فرحان والموفدِ الفرنسي جان إيف لودريان/ على عنوانٍ عريض: الإصلاحُ يوازي السلاح// وقبل إعادةِ الإعمار/ انطلقتْ ورشةُ ترميمِ العلاقاتِ الرئاسية/ وغَداة اللقاءِ "بين القصرَين"/ أُعيد افتتاحُ مَسرب السرايا -عين التينة بالاتجاهين/ فسلَكَه رئيسُ الحكومة نواف سلام/ سالماً مطمْئِناً إلى أنْ لا قطيعةَ مباشِرةً وغيرَ مباشِرةٍ مع بري في أيِّ يومٍ من الأيام/ وانتهى اللقاءُ بلاءات سلام: لا تراجُعَ عن القرارات/ لا حِواراتِ جانبيةً/ "ومش كل ما طلعت مسيّرة بدكن تسألوني".