سجل المرصد السياسي ارتفاعا في منسوب التفاؤل بعدما انفض
مجلس الوزراء عن قرارات قطعت الطريق امام المصطادين في ماء الروشة العكر، ووضعت الامور في نصابها القضائي والقانوني، وتقدمت الحكومة خطوة الى الامام في امتصاص الازمة، فحفظت ماء وجه الجميع، معطوفة على التقرير الممتاز لقائد الجيش فيما يتعلق بالالية التطبيقية لقرار حصر السلاح، وبالمختصر المفيد وصف
وليد جنبلاط الجو بانه مطمئن رغم حملات التشكيك غير المدروسة، وبعد زيارة ودية لقصر بعبدا قال مغادرا ان
الجيش اللبناني يقوم بعمل جبار في الجنوب. حتى هنا كاد يوم
لبنان ان يمر على ما يرام الى ان طلعت ريحة المطامر، واطلت النفايات من اعلى قمة هرم الجديدة، في ازمة قديمة
جديدة اسيئت ادارتها من كل الحكومات المتعاقبة حتى فاضت عن منسوب المعالجة الجدية، وعملا بسياسة الهروب الى الامام، نزلت ادارة مطمر الجديدة عند رغبة مجلس الانماء والاعمار في اعادة فتحه موقتا امام النفايات الوافدة من شوارع
بيروت والمتن وكسروان، ريثما يلتئم مجلس الوزراء الخميس المقبل للنظر في ازمة النفايات المستعصية. في المقابل لا تزال العين الدولية مفتوحة على لبنان من باب عدم امتلاك ترف الوقت، بعدما تقدم الملف السوري ولحق به ملف غزة الذي انتهى في شرم الشيخ بمفاوضات
اليوم الثاني حول خطة
ترامب للسلام، ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين ان الجولة الثانية كانت ذات طابع فني وركزت على سد الفجوات، وفيها طالبت حركة حماس بضمانات بشأن استكمال بنود الاتفاق بعد انتهاء المرحلة الاولى. وعلى مسافة ايام قليلة من اعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام بعث ترامب برسالة الى
عائلات الاسرى ومن خلفهم الى نتنياهو اكد فيها عزمه على اعادتهم وانهاء الحرب خلال ايام. تتزامن هذه التطورات مع مرور عامين على طوفان الاقصى، حيث البداية كانت من غزة واليها النهاية. فالسابع من اكتوبر كان يوما مجيدا في التغريبة
الفلسطينية، وحفر عميقا في ذاكرة شعب نصفه تحت
الاحتلال والنصف الاخر في الشتات. وللتاريخ فان السابع من اكتوبر دخل التاريخ ليس فقط من باب الحصار الواسع لقطاع تحول الى رمز لاكبر معتقل في الهواء الطلق، انما بمفعول رجعي عن ماساة عمرها من عمر نكبة فلسطين. لم يكن السابع من اكتوبر وليد اللحظة، ومهر الحرية كان غاليا بشهادة شلال الدم المتدفق على مدى عامين دفعت فيه غزة ضريبة حقها في العيش
الكريم مئات الالاف بين شهيد وجريح ومفقود، لكنها ما استسلمت امام الة الحرب الاسرائيلية. عامان قامر خلالهما
العالم على اجساد الغزيين وراهن على اقتلاع شعب من ارضه، وكان شريكا ومتواطئا في حرب الابادة، الى ان انقلبت الاية بعدما ثبت بوجه الابادة الشرعي وحرب التجويع زيف الرواية الاسرائيلية واهداف الحرب ووهم النصر المطلق، وتحول الطوفان الموضعي الى تسونامي عالمي حرك شوارع العواصم واحتل الجامعات، واخرج القضية الفلسطينية من الظلمة الى النور واعاد الزخم الشعبي والرسمي والدبلوماسي اليها، فكان السابع من اكتوبر تاريخا لعولمة القضية الفلسطينية وعنوانا للانتفاضة الثالثة.