أولُ زيارةٍ من دولةٍ إلى دولة لم تمُرَّ "بمفوضِيَّة" عنجر السامِيَة/ ولا أَقامَت مَحطةَ استراحةٍ لها على "البو ريفاج"/ بل سلَكَت مسلكَها البروتوكولي/ وإنْ لم تستعِدْ
بيروت مِفتاحَها/ إلا أنها فَتحت أبوابَها لاستقبال وزيرِ الخارجية في عهدِ "
الشرع" أسعد الشيباني بعدما طَوَى الرئيسُ السوري صفحةَ الماضي// زيارةٌ سياسيةٌ أمنيةٌ بجَوْلاتٍ ثلاثٍ استُثنِيَت منها عين التينة فلا بري لحَظَ موعِداً ولا الشيباني طلبَ اللقاء/ وما بين بعبدا والسرايا والخارجية تمّ حصرُ
القضايا المشتركة بلجانِ متابَعة بعد إصدارِ ورقةِ انتهاءِ صلاحيةِ المجلسِ الأعلى السوري اللبناني/ واختُتمت بفتحِ صفحةٍ جديدةٍ قائمةٍ على الاحترام المتبادَل وحُسنِ جِوارٍ يربِطُه التاريخُ والجغرافيا// ومن هنا إلى هناك/ حيث حربُ الإبادة لم تَطمِسْ أربعةَ آلافِ عامٍ من التاريخ وإنْ غَيَّرت مَعالمَ الجغرافيا بأكثرَ من مئتَيْ ألفِ طُنٍّ من المتفجرات ألقَتها على جسد القطاع خلال عامَين/ وفي نهاية المطاف / انسحَبَ الغُزاةُ وبَقيت غزة/ وكَتَبت "نصرَها المُطلَق" بصمود أبنائها رَغم ضريبةِ الدم المرتفعة/ وفي موسِم العودةِ من الجنوب إلى
الشمال مروراً بقلب المدينة/ طرقاتُ الموتِ التي سَلكوها نزوحاً/ رَجَعوا منها إلى الحياة ترافِقُهم أرواحُ آلافِ الشهداءِ والمفقودين / تطبيقاً للمرحلة الأولى من اتفاقِ وقف إطلاق النار التي تشمُلُ انسحاباً إسرائيلياً إلى الخط الأصفر على خريطة القطاع/ وإطلاقَ سَراحِ الأسرى من الجانبَين//مسارُ المفاوضات لم ينتهِ هنا وأمامَه مِشوارٌ طويل / لم يَنَلْ منه
لبنان نصيبَه/ فهل يصلُ الدورُ إليه ضِمنَ قطارِ السلام الذي أَطلقه ترامب من غزةَ ليشمُلَ الشرقَ الأوسط بحَسَبِ قولِه// حماس فاوَضَت واشتَرَطت ونالت ما تتمناه/ فهل ينسحبُ نموذجُ حماس على حزبِ الله؟ وهل يَنحو الأخيرُ مَنحاها ؟ أم يجلِسُ على حافَّة التفاوضِ
الإيراني الأميركي ليَبنِيَ المُقتضى ؟// بحُكم الواقع فإنَّ لبنانَ الذي دفعَ ضريبةً مرتفعة في حرب الإسناد/ نفَّذ اتفاقَ وقفِ إطلاق النار من جانبٍ واحد/ وبحُكم التجرِبة لم يُنَفَّذِ اتفاقُ وقفِ الحرب على غزة من دون الضغطِ الأميركي على نتنياهو وسَحبِه من بيت النار إلى بيتِ الطاعة/ مقروناً بالضماناتِ الشخصية التي مَنحها ترامب لحماس بعدم عودة إسرائيلَ إلى الحرب/يسجَّلُ لترامب اتفاقُ غزة/ وما بدأه في القطاع يمكنُ أن يُستَثمَرَ في لبنان من خلال ضمانتِه الشخصية بالضغط على
إسرائيل لوقفِ عدوانها/ وهو تعَهَّد للدولِ العربيةِ والإسلامية وحتى الأوروبيةِ بالنزوح نحو السلام في المنطقة / وهذا السلامُ حُكماً لا يتحققُ إلا بإقامة دولةٍ فلسطينية/ فهل يَتبنَّى المبادرةَ
العربية ؟/أم يفرمِلُ اندفاعتَه نحو السلام؟ / وترامب ما قَبْلَ جائزةِ نوبل هل سيكونُ غيرَه ما بَعدَها ؟ / وأيَّ نُسخةٍ منه سيُصَدِّقُ
العالم؟//المتحدثُ باسم البيت الأبيض أشار إلى أن الرئيس ترامب سيواصِلُ إبرامَ اتفاقاتِ السلام وإنهاءَ الحروب وإنقاذَ الأرواح وبقوة إرادته يستطيعُ تحريكَ الجبال/ أمَّا العِبرةُ فستكون في الكنيست وخِطابِ الحدِّ الفاصل بين ترامب المندفِع نحو تصفيرِ الحروب وترامب التابِع لأهواءِ نتياهو //