أن تأتيَ متأخرة خيرٌ من أن لا تأتي أبداً// فعلى مشارفِ أيامٍ من دخولِ اتفاقِ تشرين عامَه الثاني/ على عَدّادٍ بَلغ آلافَ الاعتداءات ومئات الشهداء/ أولُ شكوى لبنانية ضد
إسرائيل إلى مجلس الأمن// وفي عهدِ حكومةِ الرئيس نواف سلام/ سلكت طريقَها بالبريد العاجل من المْصيلح نحو نيويورك/ وتضمنت بنداً وحيداً: العدوان
الإسرائيلي الأخير الذي استَهدف منشآتٍ مدنية وتِجارية في المصيلح ما يشكل انتهاكاً فاضحاً للقرار 1701 ولترتيباتِ وقفِ الأعمال العَدائية الصادرة في تشرين الثاني الماضي/ /وقبل أن يَجِفَّ حِبرُ الطلب/ أعطى وزيرُ الخارجية يوسف رجي توجيهاتهِ لبِعثةِ
لبنان في مجلس الأمن لتقديمِ الشكوى وتوزيعِها كوثيقةٍ رسمية على الدُّول الأعضاء// وبالبريد العاجل قال رئيسُ
مجلس النواب نبيه بري إن الرسالةَ
الإسرائيلية وصلت/ و ان الردَّ عليها بوحدتِنا والإصرارِ على إعادةِ
إعمار القُرى الحدودية// وتشرينُ لبنان بتشرينِ غزة يُذكر/ منذ عامين تقاسَما المسارَ عينَه/ وبعد عامين انتهيا إلى مصيرٍ مختلِف/ في غزة, حماس ألقت السِّلاح ولم تُلقِ التحية على جبهةِ الإسناد اللبنانية/ ولم تَربِط مصيرَها بمصيرِ حزب الله/ ولم تضعَ شرطاً لوقفِ العدوان على لبنان كي تُوقِّعَ الاتفاق/ وذهبت إلى تسويةٍ على مراحل/ تنتهي مرحلتُها الأولى بعد وقفِ إطلاق النار وإدخالِ المساعدات/ بإطلاقِ الأسرى الإسرائيليين الأحياء على أن تتمَ الصفقة بعيداً عن الإعلام وعن مظاهرْ التسليم والتّسلم وسَطَ إجراءاتٍ
أمنية مشددة// وستُتَوج المرحلةُ الأولى بزيارةٍ هي الأقصر في التاريخ لرئيسٍ أميركي إلى إسرائيل وتستمرُ أربعَ ساعات/ حيث يصلُ ترامب غداً الإثنين إلى تل أبيب ليحصُد ما زرعَ من وعودِ إطلاقِ سراحِ الرهائن ويحتفي بإنجازهِ على مرأى بنيامين نتنياهو/ وبعد أن يلتقِيَهُم وعائلاتِهم سيُلقي كلمةً في الكنيست قبل أن يَتوجهَ إلى مصر لترؤسِ قمة شرْم الشيخ للسلام إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي/ بحضورِ نحو عشرينَ من قادةِ الدول/ وبِتَغيُّب إيران بلا عُذرٍ بعد توجيهِ الخارجيةِ الأميركية الدعوة إليها// غداً سيضعُ ترامب توقيعَه الرمزي على اتفاقِ وقفِ إطلاق النار/ وستَنعقد قمةُ شرْم الشيخ لتعزيزِ جهودِ إحلالِ السّلام والاستقرار في منطقةِ الّشرق الأوسط/ وفتحِ صفحةٍ
جديدة من الأمنِ والاستقرارِ الإقليمي/ في ضوءِ رؤيةِ ترامب لإنهاءِ النِّزاعات حول العالم/ ولبنان لن يكونَ بمنأىً عن أجُندةِ الرئيس الأميركي/ لينتقلَ إلى الفصلِ الثاني من خُطته/ ويَضعَ لبنان ومعهُ حزبَ الله بين خِياريْ السِّلم والحرب/ كما فعل مع حماس/ فهل ستُباركُ طهران الخطوةَ كما فعلت باتفاقِ غزة؟ وتقول إن أيَّ خطةٍ يُمكن أن تؤدي إلى وقفِ الجرائم على لبنان سندعمُها/ وإن هذا القرار يخصُّ الشعبَ اللبناني؟// قد لا يبدو الأمرُ مستحيلاً/ في ظلِّ استعدادِ إيران لحوارٍ عادلٍ ومتوازن مع أميركا بحَسب ما صرّحَ وزيرُ الخارجية عباس عراقجي.