من الجرود إلى الحدود إلى كلِّ بُقعةٍ على أرض الوطن.. كلُّنا للوطن// يَحُلُّ عيدُ الاستقلال هذا العام وقد بلغَ الثانيةَ بعد الثمانين/ والبلادُ تمرُّ بأصعبِ مراحلِها وأدقِّها/ وسَطَ إقليمٍ مضطرب/ وجغرافيا ترتسمُ خرائطُها على رِمالٍ متحركة/ بعد سقوطِ مَحاور/ وارتفاعِ أخرى/ وسياساتٍ تُلغي مَساراتٍ وتؤسسُ لمسارات// وسَطَ هذا الكَمِّ من التحديات/ يقعُ لبنان/ ومعه تقعُ المسؤولياتُ المضاعَفة على كاهلِ المؤسسةِ العسكرية/ في بسطِ سلطةِ
الدولة على كاملِ أراضي الدولة// وعلى الأرض "الهدارة" بالعدوانِ المتواصلِ والموتِ المؤجَّل/ كانت خَبطةُ المؤسسةِ العسكرية اليوم/ بأَقدامِ جِنرالَين/ رئيسُ الجمهورية جوزاف عون الذي قاد سيارتَه جنوباً نحو مدينةِ صور وقائدُ الجيش رودولف هيكل الذي لاقاهُ في ثُكنة بِنْوا بركات/ ومن جنوبيِّ الليطاني جاء أمرُ اليوم/ وفيه اعادَ قائدُ الجيش الأمورَ إلى نِصابِها/ إذ إنه على الرَّغم من الأوضاعِ الاستثنائية المحيطة بتنفيذ خُطةِ الجيش فإنها تسيرُ وَفقَ البرنامجِ المحدد لها/ وهذه الظروفُ بحَسَبِ "القائد" تَستلزِمُ أعلى درَجاتِ الحِكمة والتأنّي والحزمِ والاحتراف بما يخدِمُ المصلحةَ الوطنية والسلمَ الأهلي بعيدًا عن أيِّ حساباتٍ أخرى/ الاستقلالُ لا يكتملُ إلا بتحريرِ آخِرِ حَبَّةِ ترابٍ من الأرض قال قائدُ الجيش ومتعالياً على خناجِرِ الداخل وسِهامِ الخارج دعا "عسكر
لبنان" إلى المثابرةِ في القيامِ بالواجبِ وعدمِ الاكتراث بحَمَلاتِ التشكيكِ والافتراءِ والشائعات// الاستقلالُ هو المبتدأ/ والخبرُ بعد قليل في رسالةٍ يوجهُها رئيس الجمهورية إلى اللبنانيين من قلبِ الجنوب/ بعدما عايَنَ صباحاً الخرائطَ والصُّوَرَ التي تُظهِرُ المِساحاتِ التي تجاوَزَت فيها القواتُ
الإسرائيلية الخطَّ الأزرق/ وفي كلمةٍ له أكد أنَّ الجنوبَ في القلب/ وأنَّ الجيشَ هو مَن يَحمي الجنوبيينَ كما جميعَ اللبنانيين/ وهو ثابتٌ في مواقفِه والتزامِه في الدفاع عن الكرامة الوطنية// في ذكرى الاستقلال/ استقالتِ السياسةُ المحلية من مَنصِبها اليومَ باستثناء مفاعيلِ الزيارةِ الإيجابية التي قام بها نائبُ رئيسِ الحكومة طارق متري إلى دمشق ولقائه المطوَّل معَ الرئيس أحمد الشرع على جملةِ المِلفاتِ التي ترتبطُ عُضوياً بالبلدين ومنها ترسيمُ الحدود/ وملفُ الموقوفين/ أما الحَراكُ الخارجي فلم يوقِفْ محركاتِه/ وعليه يَسيرُ المِصريُّ جنباً إلى جنب معَ الفرنسي كلٌّ في اتجاه/ وبانتظار مجيءِ وزيرِ الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروتَ الأسبوعَ المقبل/ حامِلاً أفكاراً استَقاها من كل الأطراف/ بما فيها إسرائيل/ لبلورة "رؤية للحل"// في المقابل توجَّه وزيرُ الخارجية الفرنسي إلى الرياض/ ومن ضِمن مساعيه/ البحثُ في عقدِ مؤتمرِ دعمِ الجيش بحَسَبِ معلوماتِ الجديد// أما الرؤيةُ
اللبنانية فسيتولى إعلانَها رئيسُ الجمهورية .. ونلتقي بعد قليل//