"الليلة ليلة عيد".. وميلاد الأمل/ بأن يَشُعَّ نورُ الآتي
باسم السلام على أرضٍ ما عَرفت يوماً السلام// ولأننا محكومونَ بالأمل/ نتطلعُ بعيونِ الرجاء إلى ولادةِ المُخلِّص/ فهل من نَجمٍ يدلُّنا على سَواءِ السبيل؟// ميلادٌ آخَرُ يَحُلُّ على
لبنان ولم يَستخرِجْ بَعْدُ بِطاقةَ هُويةٍ لوضعه القائم بين حَدَّي اللاسلمِ واللاحرب/ وحيث
إسرائيل بَعثت برسالةِ العيد على أجنحةِ الغاراتِ جنوباً/ لكنَّ الجنوبَ "العنيد" المعجونَ بالتحدي/ ارتَدَتْ قُراهُ الحدوديةُ حُلَّةَ العيد/ وعلى أَضلاعِ ما تبقَّى من كنائسِها المدمَّرة ارتَفَعت ترانيمُ العيد معلِنةً ميلادَها من رحِمِ أنقاضِها/ لتُثبِتَ أنَّ إرادةَ الحياة تعلو فوقَ شبحِ الموتِ اليومي المتنقّل// الليلةَ ورَغم أنفِ الاحتلال/ سوف يعودُ مَلِكُ السلام إلى بيتَ لحم مَسقَطِ رأسِه/ بعدما أضاعَ الطِّفلُ مَغارتَه لعامَين/ ووَسَطَ حصارٍ إسرائيليٍ مُطبِق بجدارٍ عازل انبعثَت روحُ الميلاد لتقولَ "إنا باقون هنا ما بقيَ الزعترُ والزيتون"// وحدَها غزة تقفُ في العَراء/ وللعام الثاني سوف لن تُقرعَ الأجراسُ فوق كنائسِها/ لكنها ومن نبضِ حجارتِها رَفَعتِ الترانيمَ الميلادية وكرفوفِ العصافير تخطَّتِ الخطَّ الأصفر لتزرعَ الفرحةَ في قلوب أطفال الخيام// الليلةَ أُمنيةٌ واحدة بأنْ يعُمَّ السلام/ تَجوبُ الأرضَ من خندقٍ إلى خندق/ في منطقةٍ تَقبَعُ على صفيحٍ ساخن/ وفوقَها تَقرعُ إسرائيل طبولَ الحرب/ ويُعِدُّ رئيسُ وزرائها بنيامين نتنياهو جدولَ أعمالها تمهيداً للقاءِ نهايةِ العام مع الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب/ الذي يقفُ وراء نتنياهو وإلى جانبِه وأمامَه/ وإلى جانب اعتزازِه بتبريد حروب/ يسعى إلى إشعالِ أخرى/ وكلُّه "مَضبوط" على إيقاعِ السلام بالقوّة// أما لبنان الذي يَسيرُ في حقول ألغامٍ أمنيةٍ وسياسيةٍ واقتصادية/ فيَقعُ بين نيرانِ السلاح والدولة المُثقَلةِ بسُوءِ الإدارةِ والفساد المستحكِم بمؤسساتها/ مضافاً إليها جمعيةُ مصارفَ نَفَضت يدَيْها من "دَمِ الصِّدِّيق"/ وعلى ثُلاثية الاستقواءِ هذه/ تُطرح علاماتُ الاستفهام حول "ترياق" العلاج/ إنْ كان بالتسويات أم باستئصالِ المرضِ الخبيث من جذوره/ وهنا يقفُ العهدُ الجديد رئاسةً وحكومةً/ أمام طرحِ نموذجٍ جديد لاستعادة السلطة على كامل مفاصلِ الدولة كما على أرضها/ وفتحُ "دفترِ الحسابِ" والمساءلةِ بالتكافُل معَ قضاءٍ عادل مستقلّ/ يَضعُ حداً للإفلاتِ من العِقاب/ وهذا لسانُ حالِ كلِّ لبنانيٍّ يتطلعُ في ليلةِ الميلاد لوطنٍ يتَظلَّلُ بحمايةِ دولتِه أولاً/ في وقت الدبلوماسية "راوِحْ مكانَك"/ والميكانيزم لزوم ما يلزم/ عبر إعطائها دفعاً جديداً بحَسَبِ معلوماتٍ أفادت بأن السفيرَ الأميركي ميشال عيسى يعملُ على إجراء بعضِ التعديلاتِ على عملها/ وربطاً بالشِّقِّ المالي تتجهُ الأنظارُ إلى "جُمُعةِ الحكومةِ العظيمة" واستكمالِ النقاش في قانونِ الفَجوة/ التي "اتَّسَعت" بين بنودِه وتعديلاتِه والتي بقيت طَيَّ الكِتمان/ أما سرُّ الأسرارِ المتعلق "ببوسطة" أبو عمر وليلةِ القبضِ عليه/ فبَقِيَت "أمَّ
القضايا" بين الأميرِ الوَهميّ وضحاياه/ وللحديثِ تتمة في سياق النشرة.