تراجَعَ شبَحُ الحرب/ لكنَّ شياطينَه ما تزالُ حاضِرة/ على هيئةِ طيرانٍ حربي يَصُولُ في الأجواء/ ومسيَّراتٍ جوَّالة تَصطادُ المواطنين وتراقِبُ يومياتِهم/ وإلى استباحةِ الجوّ/ خرقٌ بَرّي في عُمقِ أمنِ حزبِ الله/ بعدما اجتازَ الصِّحافي "الحَريدِيّ" المنطقةَ المحرَّمَة بمساعدةٍ من "علي" مجهولِ باقي الهُويةِ والانتماء/ ووقَفَ على مَسافةِ صِفر من ضريح أمينِه العام الشهيد حسن نصرالله/ لم ينفِ الحزبُ ولم يؤكدْ صِحةَ خبرٍ موثَّقٍ بالصورة/ ومن هذا الحِياد لم يَعُدِ الخرقُ
الإسرائيلي "مزدوِجُ الجِنسيةِ" للأراضي
اللبنانية مفاجئاً/ معَ تَكرارِ السيناريو إنْ بأكبرِ الاغتيالات أم بعملياتِ الكوماندوس والخطف/ أو بزياراتِ مؤثِّرينَ افتراضيين يَظهرونَ على الهواء مباشَرةً من قلب العاصمة بيروت/ وعليه فإنَّ عيونَ العدوّ لم تعدْ تراقِبُنا عن بُعد/ بل أصبحتْ كالأشباحِ المُقيمة بينَنا// ومعَ ما تستدعيهِ هذه الخروقاتُ من رفعِ مستوى الإنذار/ فإنَّ أجراسَ اليومِ التالي لولادةِ السيد المسيح/ قُرعت من لبنانَ إلى الفاتيكان وتردَّدَ صَداها في
سوريا وفلسطين/ وعلى هامشها حَضرتِ الأُمنياتُ بأن يَعُمَّ السلامُ من بابِ الرجاء/ و"بالأملِ الباقي"/ يَنتظرُ اللبنانيونَ الخروجَ من نفَقِ دُويلاتِ الأحزابِ المُظلمِ بمختلِف أشكالها/ والتطلعَ إلى ولادةِ دولةِ المؤسسات/ كما أكد رئيسُ الجمهورية جوزاف عون/ ومن قُداسِ الميلاد في بكركي قارَبَ عون جُرحَ الجنوبِ المفتوح/ واضِعاً نُصْبَ عينِ العهدِ استمرارَ الاتصالاتِ معَ الدولِ المؤثِّرة على أولويةِ الانتهاءِ من الحروب والعيشِ بسلام/ أما مسارُ حصريةِ السلاح فيَسيرُ وَفقَ الخُطةِ/ والتطبيقُ يَجري وَفقاً للظروف/ من جانبه وفي عظة الميلاد/ رأى البطريرك الراعي أنَّ العيدَ هو البدايةُ الجِدية لنقولَ كفى حروباً وانقسامات/ ولبنان لا يُبنى بالكلماتِ وحدَها بل بالافعالِ الشُّجَاعة// ومن تلك الأفعالِ ما سيتابعُه اللبنانيونَ غداً في جلسةٍ وَزاريةٍ ثالثة قد تكونُ ثابتةً على إقرارِ مشروعِ قانون الانتظام المالي واستردادِ الودائع/ بدفعٍ من مركَزِ الحاكمية للسرايا/عبر بيان أكد أنَّ سَدادَ الودائعِ حقٌّ قانونيٌّ ثابت وليس خِياراً سياسياً أو إجراءً تقديرياً/ وممارسةُ هذا الحقِّ تَقتضي الاستنادَ إلى برنامَجِ سَدادٍ يتمتعُ بالمصداقية/ وتقومُ المصداقيةُ المالية على توافُرِ الأصولِ ووجودِ سيولةٍ فعلية/ واعتمادِ جدولٍ زمنيٍّ للسَّداد قابلٍ للتنفيذ عملياً/ وفي التقاطعِ بين الحاكميةِ والحكومة رسالةٌ لأصحاب رؤوسِ المال المصرفية أَنْ نَفِّذُوا ولا تَعترِضوا// على المشهد الإقليمي حَضرت مأساةُ غزةَ الإنسانية/ في فاتحةِ قداديسِه بعد اعتلائه الكُرسِيَّ الرسولي/ وفيها صَلَّى البابا على جُرحِ الشعوبِ المقهورة/ وابتَهَلَ للسيد المسيح ليَمُنَّ بالعدل والسلام/ وفي عظةِ الميلاد تساءل البابا: كيف لنا ألَّا نفكرَ في الخيام في غزة التي ظلَّت لأسابيعَ عُرضةً للمطرِ والرياحِ والبَرد// وفوق المعاناةِ الطبيعية/ يَخضعُ القطاعُ لامتحانِ الدخول نحو تطبيقِ المرحلةِ الثانية من اتفاق شَرْمِ الشيخ/ وعند خطِّها الأصفر/ تقفُ مصداقيةُ الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب أمام عشرينَ رئيسَ دولة/ وفي الوقت المستَقطَع يعكِفُ بنيامين نتنياهو على دراسةِ شخصيةِ ترامب "الجديد"/ التي حَيَّرتِ العلماءَ بين رجلٍ يتقدمُ خُطوةً باتجاه السلام/ ويتراجعُ خُطُواتٍ نحو الحربِ في حدائقِ الدولِ الخلفية.