سيطر مقاتلو
حزب الله على معظم الجرود في منطقة القلمون
السورية حيث اخلى المسلحون مراكزهم في المنطقة الجنوبية من جرود القلمون وانهزموا سريعاً من دون أي مقاومة تُذكر.
الى ذلك تصر مصادر مقربة من جبهة
النصرة لصحيفة "الاخبار" على أن "المعركة لم تُحسم بعد، وأنها معركة استنزاف لا حسم"، وقللت من أهمية التلال التي خسرتها، متحدثة عن عشرات التلال الأخرى ومئات الكيلومترات من الجرود التي لا تزال تحت سيطرتها.
ولفتت المصادر الى ان تلة موسىتبعد أربع تلال عن الجبة وأن شباب النصرة لا يزالون يقاتلون في جرود الجبّة وعسال الورد.
ولفتت مصادر
المعارضة المسلّحة إلى إن "ورقة القوة، أي العسكريين المخطوفين، لم تُستخدم بعد، بل اكتُفي بالتلويح بها مع بدء المعركة. وهذا خير دليل أن المبادرة لا تزال في أيدينا".
بدورها بررت مصادر "جيش الفتح" تبرّر إخلاء مراكز استراتيجية بالقول: "كُنّا ننسحب حيث نجد أنفسنا نُستنزف".
وأكد أبو مصعب اللبناني، من جبهة النصرة، بأن تسجيلات مصوّرة ستنشر قريباً "توثّق كميناً للنصرة لعناصر مهاجمة من الحزب وقع على مساحة ثلاثة كيلومترات تم تفخيخها من جرود بريتال باتجاه الجبة يظهر زيف إعلان الحزب عن خسائره".
وفي هذا الاطار اشارت الصحيفة الى ان المسلحين انسحبوا باتجاه
الشمال، أي لناحية جرود عرسال، وبدأ الحديث عن "معركة عرسال 2" اذ يبسط تنظيم "الدولة الاسلامية" سيطرته على جرود قارة.
ومن جهة الشمال، يُسيطر على وادي ميرا وصولاً إلى جرود عرسال. وهذه البقعة لا تزال هادئة. وإزاء ذلك، برزت فرضية تقول إن "حزب الله دفع المسلّحين نحو الجرود
اللبنانية بهجومه عليهم من الجنوب، ولو أراد إبعادهم عن عرسال لشنّ هجوماً معاكساً". علماً أن مصادر "النصرة" تؤكد أن الهجوم الذي شُنّ على الجبة جنوباً بدأه مقاتلوها، وأن الحزب بالتالي لم يختر فتح
الجبهة، كي يُقال إن غاية الهجوم حشر المسلّحين في جرود عرسال.
الى ذلك بدأ الخناق يضيق على الفصائل المسلّحة، وبات مسلّحوها محصورين في بقعة جغرافية تصغر تدريجياً. وبالتالي، يجري تداول سيناريوات عدة للأيام المقبلة. أحدها يستند إلى معلومات تتحدث عن مفاوضات بدأت للوصول الى تسوية تفتح الطريق لانسحاب المسلّحين إلى العمق السوري بضمانات من حزب الله. وهنا يُحكى عن انقسامات في الفصائل بين مؤيد ورافض. وإذا فشل هذا الخيار، فإن السيناريو الثاني يتمثل بدخول عرسال مجدداً وهو ما ترفضه "النصرة"، رأس حربة
المجموعات المقاتلة في القلمون، باعتباره خطيئة ارتكبتها بدخولها في آب الماضي إلى جانب مسلّحي "الدولة الاسلامية" الذين اجتاحوا البلدة اللبنانية.
وفي السياق اشارت مصادر إسلامية الى معلومات عن استعداد مسلحي "الدولة الاسلامية" للهجوم على عرسال مجدداً لأكثر من اعتبار، أحدها ضمان خط الإمداد، والثاني تحقيق نصر مواز لتقدّم حزب الله عبر السيطرة على بلدة لبنانية، وبالتالي، استدراج الحزب الى مواجهة داخل عرسال لتقديرهم بأن الجيش سيكون عاجزاً عن مواجهتهم، ما يعني اشعال فتنة طائفية في الداخل اللبناني.