مقدمة النشرة المسائية 24-01-2018
المقدمة ليسَ بالضرورةِ أنّ نُدرِكَ الفائدةَ الآنيةَ مِن مشاركةِ لبنانَ في مُنتدى دافوس الاقتصاديّ لكنَّ الإيراداتِ السياسيةَ لهذا المنتدى العالميّ فتحت على أولِ لقاءٍ مباشَرٍ بين رئيسِ الحكومةِ
سعد الحريري ووزيرِ الخارجيةِ السُّعودية عادل الجُبير معلنًا لشبكةٍ أميركيةٍ أن ّما جرى في تِشرينَ الثاني بات من الماضي وصدرَ عنه أمرٌ إيجابيّ هو سياسةُ النأيِ بالنفس
وقال إنّ عودتَه عن الاستقالة جاءت بسببِ التزامِ لبنانَ هذه السياسة .. وليس بالضرورة أيضاً أن يكونَ
الحريري هنا قد أدلى بالاستنتاجِ الدقيق لأنّ ظروفَ الاستقالةِ في الرياض والعودةَ عنها في
بيروت باتت في متناولِ الرأيِ العامّ ولم تعدْ سرًا لكنّ رئيسَ الحكومةِ برعَ في استخلاصِ العِبَر وفي مواجهةِ الجُبير تعلوهُ البسمةُ ويصحبُه رفيقُ المرحلةِ المرة وقوةُ إسنادِه العائليةُ والسياسية نادر الحريري بما يمثّلُ هذا الاسمُ مِن قلقٍ لمجموعةِ الضغطِ السُّعوديةِ القابضة .
وإذ تخطّى رئيسُ الحكومة تِشرينَ الثاني قَفزَ إلى مستقبلِ الأشهرِ المقبلة قائلاً : تركيزي هو على دَولتي، ومِن مصلحةِ
لبنان َالمحافظةُ على العلاقاتِ الجيدةِ بالدولِ العربيةلكن الحفاظ
على حسن العلاقات مع الخليج لم يثن الحريري عن التطلع بايجابية الى ايران قائلا : أريد أن تجمعني معها أفضل العلاقات من دولة الى دولة
ومعَ تخطّيهِ هذه الحواجزَ بدبلوماسيةٍ لافتة أَحبط سعد الحريري أيضاَ خُدعةً إسرائيليةً لم تدُمْ سوى دقائق عندما زعمَ مراسلُ إذاعةٍ إسرائيليةٍ مقابلتَه وانتزاعَ تصريحٍ منه وهذا ما نفاه مكتبُه الإعلاميّ
وعلى هذا المنحى يكونُ رئيسُ الحكومة قدِ اجتازَ المعاينةَ الميكانيكيهَ السياسية بجدارة أما المعاينةُ الاقتصاديةُ فلم يكن لها دورٌ لبنانيّ تحت شمسِ دافوس .. فالحريري قصدَ سويسرا في رحلةٍ خاصةٍ واسترقَ شمسَ ثلجِها مِن الأعالي ولم يسعَ في المقابلِ للتقاطِ كرةِ الثلج ِالمتدحرجةِ بينَه وبينَ القواتِ اللبنانيةِ في البلادِ البيضاء .. لاسيما أنّ وزيرَ الصِّحةِ غسان حاصباني الحاضرَ في دافوس كان يمثّلُ نفسَه .. وحضورَه جاء بدعوةٍ شخصية ولم يكُن في عِدادِ الوفدِ الرسميِّ الحكوميّ أخبارُ سويسرا اقتَصرت على هذه العُناوين لكنَ أنباءَ سويسرا الشرق لبنان تبدو أكثرَ إشراقًا .. تعلوها نفاياتٌ متجادلٌ في أصلها ومنابعِها ومسقَطِ رأسِها .. وخلافات أطلّت برأسِها حول قانونِ العفوِ العام .. وهذانِ المِلفان .. سِلعةٌ رائجةٌ ومادّةٌ مربحةٌ في سوقِ الانتخابِ الذي أطلقَ مواعيدَه ومحرّكاتِه اليومَ رئيسُ مجلسِ النواب
نبيه بري معلنًا إقفالَ الأبوابِ على أيِّ تعديل .