مقدمة النشرة المسائية 28-05-2019
هي الزيارةُ الثالثةُ لكنّها لن تكونَ الثابتةَ بالضرورة فمِرسالُ المراسيلِ على خَطِّ تل أبيب بيروت عادَ حاملاً الردَّ الإسرائيليَّ وَفقاً للطرحِ اللبنانيِّ الذي تقدّمَ به رئيسُ الجُمهورية ميشال عون في موضوعِ مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ والبرية. في بعبدا كانَ الجوُّ إيجابياً ولبنانُ تبلّغَ الموقِفَ الإسرائيليَّ تَبَعًا لطرحِه في عينِ التينة سُجّل تقدّمٌ بحاجةٍ إلى مزيدٍ منَ الخُطُوات وفي السرايا أَبلغ ساترفيلد الحريري أنّه مستمرٌّ في مُهمتِه للتوصّلِ إلى اتفاقٍ اطلاقِ محادثاثِ الترسيمِ البريّ وختامُها في الخارجية حيثُ نقلَ ساعي البريدِ الأميركيّ الجوابَ الإسرائيليَّ بناءً على ما طلّبَهُ لبنان. لم يكُنِ المبعوثُ الأميركيُّ لينحدرَ في المَنصبِ مِن مُمسكٍ بشؤونِ الشرقِ الأدنى إلى بوسطجيِّ الشرقِ الأوسط ويَتنقّلَ بينَ فِلَسطينَ المحتلةِ وبيروتَ كحَمامِ الزاجل لو لم يُشكّلِ الموقفُ الثلاثيُّ الرئاسيُّ زائداً واحداً مِنصةً موحّدةً لإطلاقِ صاروخٍ حاملٍ رؤوساً من مواقفَ ثابتة وهذه المواقفُ تعادلُ بقوتِها التدميريةِ تلك التي تَحمِلُها آلافُ الصواريخِ الجاهزةِ للدفاعِ عن حقٍّ مُكتَسَبٍ في ثروةٍ طبيعية. "ساترفيلد رايح وساترفيلد جايي" والاثنانِ وجهانِ لعُملةٍ أميركيةٍ إسرائيليةٍ واحدةٍ تفاوِضُ باسمِ إسرائيلَ بعدما أرسى موقِفُ لبنانَ معادلةَ الغازِ بالغاز والبرِّ بالبر والبحرِ بالبحر. وعلى هذهِ القاعدةِ ينتظرُ بنيامين نتنياهو عودةَ ساترفيلد ولسانُ حالِه يقول "ابعتلي جواب وطمّني" والعودةُ لناظرِها قريبةٌ مذيلةٌ بموافقةَ إسرائيليةٍ على الشروطِ اللبنانية. في خلاصةِ رِحْلاتِ ابنِ بطّوطةَ الأميركيّ لا عوائقَ جوهريةً أمامَ تطبيقِ الطرحِ اللبنانيِّ ووضعِه حيّزَ التنفيذِ ومرحلةِ اللَّمَساتِ النهائيةِ على شكلِ المفاوضات قد بدأتْ إضافةً إلى دورِ الأطرافِ المعنيةِ بها مِن طرفَي النزاعِ إلى الأممِ المتحدةِ إلى المواكبةِ الأميركية. إنجازُ لبنانَ في وضعِ خريطةِ الطريقِ لترسيمِ حدودِه الجغرافيةِ وقلبِ موازينِ التفاوضِ لمصلحتِه تزامنَ ورسمَ خطِّ سيرِ الموازنةِ العامة باتجاهِ ساحةِ النجمة فبعد عشرينَ جلسةً من اللعِبِ بأموالِها في بورصةِ السياسة وقّع رئيسُ الجُمهورية مرسومَ إحالتِها إلى مجلسِ النوابِ وفي المرسومِ نفسِه أجازَ جبايةَ الوارداتِ وصرفِ النَّفَقاتِ على القاعدِة الإثني عشَرية حتى الثلاثينَ مِن الشهرِ المقبل على أن يُحيلَها رئيسُ مجلسِ النوابِ إلى لَجنةِ المالِ والموازنةِ النيابية ِخلالَ ثمانٍ وأربعينَ ساعة وفي الانتظارِ على قارعةِ الخلافاتِ بينَ "جحا وأهل بيتو" فإنّ الأطرافَ نفسَها التي ناقشت الموازنَة سجّلت تحفّظاتٍ فيها ورأت أنَّ الرؤيا الاقتصاديةَ فيها منقوصة وأنّ الأرقامَ الواردةَ فيها جائزةُ ترضيةٍ للمجتمعِ الدَّوليِّ للحصولِ على أموالِ سيدر. نام الحراسُ لكنّ وَكالةَ ستاندرد أن بوورز للتصنيفاتِ الائتمانية رأت أنّ الموازنةَ وأرقامَها قد لا تكونُ كافيةً لاستعادةِ ثقةِ المُودِعينَ والمُستثمرينَ غيرِ المقيمينَ التي تراجعَت في الاشهرِ الاخيرةِ وما على ستاندرد أن بوورز إلا أن تُكمِلَ معروفَها وتسألَ القيّمينَ على البلدِ المثقلِ بالديون مِن أين لكم هذا.