دخل جان ايف لودريان الأَنفاقَ اللبنانيةَ من عنابرَ رئاسيةٍ وعسكرية ، مُوسِعاً قواعدَ الاشتباك لتشمُلَ الخِيارَ الثالث نحو
بعبدا وقيادةِ َالجيش والقرار 1701 / وتردَّد أن لودريان بات يُتقِنُ مفاتيحَ التعيين وفنَّ التمديد وصعوباتِ تأجيل التسريح /./ مَهمةٌ مملؤةٌ بالفراغات لموفدٍ فارغ .. سبقته عمليةُ احباطٍ لجهوده كونُها انطلقت من بَراكينِ الحروب التي كانت فرنسا فيها لاعباً داعماً لاسرائيل /./ فالجولةُ المغلّفةُ بقطاعٍ من نارٍ قادت باريس على وجهِ
السرعة الى البحثِ عن انجازٍ يُحْسَبُ لفرنسا من بين رُكام المواقفِ المسنونة والرصاصِ المصبوب الذي قدمَته لكِيانٍ اصبح مُصنَّفاً ضدَّ الانسانيةِ في المجتمعات العالمية/ وعلى هذه المهامِّ الصعبة تنقَّل لودريان من رئاسةٍ الى جيشٍ فشعبٍ فمقاومة ورئيسِ اركان، وكاد يصلُ الى جنود الاحتياط قبل ان يكشِفَ أخيراً عن سلوكِه الخطَّ الازرق . لكنَّ مساعيَه في تطبيق القرار الدولي 1701 لم تكنْ واضحةَ الآلية، فالموفدُ الفرنسي سيكون ملزَماً بالطلب من اسرائيل ان تُقدِمَ على الخُطوةِ الاولى فتنسحِبَ من مزارعِ شبعا وتلال كفرشوبا والغجر بجزئها اللبناني، وتَمحُوَ خطاً ظلَّ ازرقَ لاربعٍ وعشرين سنة/ واذا ما وافق العدوُّ على هذه الخُطواتِ المندرجة ضِمنَ القرار الدولي/ يأتي الدورُ اللبناني في انتشارِ الجيش على الحدود ونزعِ السلاح غيرِ الشرعي وانشاءِ منطقةٍ عازلة تمتدُّ من الخط الازرق الى الليطاني/ غيرَ أنَّه بتلك الاشغالِ الشاقة سيعملُ لودريان من خارج الدوام الرسمي رئاسياً / اما اسرائيل فإن اولوياتِها اليومَ لم تخرجْ عن فكِّ خيوط النار في غزة وتلبيةِ شروط حماس والانصياعِ الى تمديد الهُدنة / والتي يُمدِّدُ معها
بنيامين نتنياهو حياتَه الحكومية لانه : حرباً أو سِلما ً سيكونُ امامَ أحكامٍ بالمُؤبَّداتِ السياسية . وإذ سَرَتِ الهُدنةُ تمديداً في غزة، فإن نتنياهو فتحَ فرعاً غزاوياً نارياً في جنين، فاقتحَمَ جنودُه المخيمَ الواقعَ شمالَ الضفةِ
الغربية، ودَهَموا الاحياءَ وقَتلوا الاطفالَ عمداً ودارت مواجهاتٌ معَ المقاومين وتم اغتيالُ اْثنينِ من كبارِ القادة الفلسطينيين أحدُهُما القياديُّ في "كتيبةِ جنين"،
محمد زبيدي/ لكنّ اكثرَ ما اثار الجنودَ الاسرائيليين غضَباً هو سماعُهم صوتَ
أبو عبيدة يَصدحُ دعماً لجنين من خلال مكبِّراتِ الصوت في المساجد.