عامٌ على اتفاقِ تِشرين وحلَقةُ النار اتَّسعت من الضغط بالميدان إلى الضغط الدبلوماسي على لبنان// عامٌ ولم يتوقفِ العدوان/ ليسجِّلَ عدَّادُه آلافَ الخروقاتِ ومئاتِ الشهداءِ والجرحى فضلاً عن تدميرِ البيوتِ والمؤسساتِ ومختلِف القطاعات//اثنا عشر شهراً ولبنان يعيشُ بالتمام حربَ استنزافٍ من الوريد الجنوبي إلى الوريد البقاعي/ مروراً بقلب
العاصمة بيروت/ وقبل انقضاءِ اليومِ وذِكراهُ/ ضرَبَته
إسرائيل مجدداً بعُرضِ الغارات/ فاستَهدَفت مرتفعات إقليم التفاح والجرمق والمحمودية حتى نبع الطاسة// عامٌ بنهاراتِه وليالِيْه/ بموفَدِيهِ ومبعوثيه/ القادمينَ من الشرقِ والغربِ/ وكلِّ الجهاتِ الفاعِلة/ لم يَستطيعوا لجْمَ إسرائيل/ ولم يكلِّفُوا "خاطِرَهم" في الضغط عليها وإلزامِها بوقف أعمالِها العَدائية/ ومعهم استقالت "لجنةُ الميكانيزم" من منصِبِها في مراقبة تنفيذِ وقفِ الأعمال العَدائية إلى "مراقِبِ" الدولةِ اللبنانية/ وإلى "مسّاح" للأماكنِ التي لم يصلْ إليها الجيشُ اللبناني جنوبَ الليطاني بفِعل الاحتلالِ
الإسرائيلي وتحميلِ المؤسسة العسكرية المسؤوليةَ في عدم تطبيق خُطةِ الانتشار/ وإلى ضربِ المُهل لها للانتهاء من جنوبِ الضِّفة نحو شَمالِها وإلا عظائمُ الأمور/ كما نقَلَها آخِرُ الوافِدين إلى
بيروت على جَناح التدخل المصري/ وعلى التهديد بفائضِ القوةِ الإسرائيلي/ وانتهى إلى الضغط على طرفٍ واحد يلتزمُ بوقف إطلاق النار من طرف واحد/ ووضعِ لبنانَ تحت فصل "نفِّذْ ولا تَعترِضْ"/ وفي مقابل أقوى إنذارٍ حمله المصريّ إلى الدولة
اللبنانية من دون تقديم "مستَنَد" يَفرِضُ على إسرائيلَ المبادرةَ ولو بخُطوة/ تواصلُ إسرائيل حربَ استنزافِها للبنان/ وتَستدرجُ حزبَ
الله إلى منطقة النار/ وإن هو لم يقَعْ في فخِّها/ إلا أنه في المقابل لم يمُدَّ يدَ العون للحكومة/ وسَيَّجَ نفسَه بمنطقةٍ عازلة عن الحوار/ وفي المنطقة الفاصلة عن الوضع المقلق وحد التصعيد/ استقبل رئيسُ مجلس النّواب
نبيه بري في عين التينة رئيسَ الحكومة نواف سلام على بحثِ آخرِ المستجدّات السّياسيّة/ وكان سلام قد صرح أمام وفد صَحَفي/ أن
لبنان في حربِ استنزافٍ من طرفٍ واحد وهي تتصاعد/ ولسنا بحاجةٍ لأنْ يأتيَ الموفدون العربُ والأجانبُ من أجل دقِّ ناقوسِ الخطر/ وقال إنَّ الحكومةَ هي مَن وَضَعتِ المُهلَ لعملية حصر السلاح/ وإذ لفت إلى أن المقاومةَ كان لها دورٌ في تحرير الجنوب وكان لحزبِ الله دورٌ أساسي فيها انتقد سرديةَ حزبِ الله بأنَّ سلاحَه هو للردع/ وقال سلام إنَّ الردعَ يعني منعَ
العدو من الاعتداء/ لكنه اعتَدى والسلاحَ لم يردَعْه/ مضيفاً أن هذا السلاحَ لم يَحمِ لا قادةَ الحزب ولا اللبنانيينَ وممتلكاتِهم والدليلَ على ذلك عشراتُ القرى الممسوحة// وأمام
حالة اللا حرب واللا سلم التي يعيشُها لبنان منذ عام/ فإنَّ كلَّ الحَراكِ الدبلوماسي بقيَ حِبراً على ورق/ والأمورَ تراوِحُ مكانَها على الأرض/ ومعَ انعدامِ الحلول عليها/ فقد أَفرَدَت مِساحةً للأمل/ وتتهيأُ لاستقبال رسولِ السلام/ البابا لاوون الرابعَ عَشَرَ القادِمِ إلى بيروتَ من أنقرة/ على رجاءِ قيامةِ لبنان.