دَخلنا كتابَ غينيس بالمنقوشة والعلَمِ والليموناضة.. وتنافسْنا في نَسْبِ صحنِ "الحمّص" والتبولة.. وكِدنا نَستعدُّ لكَسرِ الرقْمِ القياسيّ في أطولِ فترةِ فراغٍ رئاسي.. وبقدرةِ تسويةٍ أصبحنا قابَ قوسين أو أدنى من مَلءِ الفراغِ بشخصيةٍ أولُ حرفٍ مِن اسمِها
سليمان فرنجية . التسوية لم تتمخضْ من معاناة ِالشغور محلياً.. ولم تولَدْ من رحِمِ ثمانيةَ عَشَرَ شهراً بلا رئيس.. ولا مِن واحدةٍ وثلاثينَ جلسةَ انتخابٍ بلا نِصاب.. عاشت فيها قُوى الرابعَ عشَرَ مِن آذارَ في جِلبابِ الحكيم.. واليومَ فُصّلت العباءةُ على مقاسِ سليمان.. حِيكت بخيطانٍ أميركيةٍ سُعوديةٍ وقُطَبٍ إيرانية . أولُ غيثِ التفاؤلِ رشَحَ مِن طرحِ التسويةِ السياسيةِ الشاملة للسيد حسن نصرالله ليلاقيَه
سعد الحريري بالتَّرحاب بعد أخذِ كلمةِ السرِّ مِن الرياض.. وليُعلنَ باراك أوباما أنّ الوقتَ الآنَ مناسبٌ لانتخابِ رئيس.. وإذا صَدَقت النياتُ فمباركةُ عون جاهزة فتساءلت: هل يقبلُ دعاةُ التسويةِ هذه بتقديم ِأثمانٍ للقوتينِ المسيحيتينِ أو بتجاوزِهما إذا ما كانَ الرفضُ سيدَ الموقف؟ وهل يصمُدُ حزبُ الكتائبِ في تغطيةِ التسوية إذا ما قام عون وجعجع بترشيحِ الجميل الأب؟ تساؤلاتٌ برسم ِالغد . أما
اليوم فالطبخةُ الرئاسيةُ نَضِجَتْ على نارِ الاتفاق الأميركيّ السُّعودي وللطبخةِ متمماتُها.. إذ تنتظرُ إعلاناً رسمياً يتولاهُ سعد وتُركَ مشكولاً على المعلوماتِ المتداولة إن لم يكُن في الرياض ففي وسَطِ
بيروت.. وعلى هذهِ المتمِّمِ عَقدَ فرنجية النية وقال إنّ الطرحَ جادٌّ ولكنّه غيرُ رسميّ بعدَ طاولةِ الحوارِ التي غابَ عنها عون ومِلفُّ الرئاسة . على البيدرِ السوريّ بَرزت حساباتٌ
جديدة.. تُركيا الظهيرُ الخلفيُّ لداعش أسقطتِ المقاتلةَ الروسية بأمرِ عملياتٍ أميركيّ.. بعدما اعتَبرت
واشنطن أنّ التدخّلَ العسكريَّ الروسيَّ خرَقَ الخطوطَ الحُمر ولم يكُن بنداً في اتفاقيةِ التسويةِ الأميركيةِ الروسية.. بوتين يصفُ إسقاطَ السوخوي بإعلانِ حرب وتوعّدَ بالانتقامِ مِن الديكتاتور.. لافروف يطمئنُ العالَمَ الى أنْ لا حَربَ عالميةً ثالثة ولكنْ لنا معَ ترُكيا حِسابٌ آخر.. والأهمُّ
روسيا لن تَسمحَ باستخدامِ الطائرةِ ذريعةً للضغطِ لفرضِ مِنطقةِ حظْرٍ جويٍّ تحاكِي مِنطقةً عازلةً وأُخرى آمنة الجرةُ انكسرت بين تُركيا وروسيا.. والجهادُ الأكبرُ متروك "لموسكفا" حاملةِ
الصواريخ أس أربعْ مئة.