قبل التسليمِ والتسلم بين تموزَ وآب / وقبلَ حلولِ الساعة صفر للدخول في استحقاقِ المُهل/ جرى تأخيرُ الساعةِ أربعاً وعشرين ساعة/ وتم تحديدُ جلسةٍ لمجلس الوزراء/ مسبوقةً بجلسةٍ تشريعية على قوانينَ إصلاحية/ ليتصَدَّرَ المشهدَ الخِطابُ الاستباقي لرئيسِ الجمهورية في عيد الجيش// إسرائيل دَخلتِ السباقَ معَ الوقتِ كمفاوضٍ بالنار على جدول الأعمالِ اللبناني فوجَّهَت رسائلَ متفجرةً بسلسلة غاراتٍ استهدفَت مناطقَ عدة في الجنوب ولفَّتْ جرودَ السلسلةِ الشرقية ومحيطَها// لم تَضرِبْ إسرائيل أمنَ
لبنان فحَسْب / بل أصابت باعتداءاتها المساعيَ الرسميةَ اللبنانية لوضع المِلفاتِ الساخنة على طاولة البحث يتصدَّرُها مِلفُّ السلاح/ في إشارة واضحة إلى فصلِ المسار السياسي اللبناني عن المسارِ الأمني وتكريسِها مبدأَ الاعتداءاتِ المتواصل وتأكيدِ عدمِ التزامِها منذ وقف إطلاق النار بمندَرَجات الاتفاق// صعّدت إسرائيل اعتداءاتِها على مَسافةِ ساعاتٍ قليلة من انتهاء خِطاب القَسَم بنُسختِه الثانية الذي تلاهُ رئيسُ الجمهورية العماد جوزاف عون من وِزارةِ الدفاع لمناسبة عيد الجيش/ وعلى قَسَمٍ قبل أربعينَ عاماً شكَّلَ حياتَه/ وقَسَمٍ قبل ثمانيةِ اشهرٍ لا رجوعَ عنه، اختَصرَ رئيسُ الجمهورية القول: إمّا الاستقرارُ أو الانهيار/ والعيدُ لن يَكتملَ إلا باكتمال التحرير. والعيدُ لن يكتملَ إلا بإنجاز الترسيم. والعيد لن يكتملَ إلا بحصريةِ السلاح، والمباشَرةِ بالإعمار، ليتصالحَ لبنان مع دورِه ورسالتِه/ بهذه الثلاثيةِ اختَصَرَ رئيسُ الجمهورية المرحلة / وبالمكاشَفةِ والمصارحة عدَّدَ بنودَ الردِّ اللبناني على الورقة الأميركية / معلِّلاً ذلك بأنه لا يمكنُ لأيِّ لبنانيٍّ صادقٍ ومخلص إلا أنْ يتبَنَّاها لقطعِ الطريق على إسرائيل / وعلى ساعةِ الحقيقة أكد أنَّ موقفَه من حصريةِ السلاح نابعٌ من حِرصه على الدفاع عن سيادةِ لبنان وتحريرِ الأراضي اللبنانية/ وآنَ لنا أن نُنهِيَ أعذارَ وأطماعَ أعدائنا الذين يَستثمرون في انشقاقاتِنا وهواجسِنا/ وخصَّ بالنداء الذين واجَهوا العدوانَ وبيئتَهم الوطنيةَ الكريمة أن يكونَ رِهانُهم على الدولة وحدَها/ لأنَّ المرحلةَ مصيرية ولا تَحتملُ استفزازاً من أيِّ جهةٍ كانت والخطرَ أكان أمنياً أو اقتصادياً لن يطالَ فئةً دونَ أخرى// وعلى تعَبِنا من حروب الآخرين وحروبِنا على أرضِنا ومن رهاناتِنا ومن كلِّ المغامرات آنَ لنا أن نُنهيَ أعذارَ وأطماعَ أعدائِنا// لم يَجُفَّ حِبرُ خِطابِ الرئيس حتى ردَّت إسرائيل بضربِ العيشية مسقَطِ رأسِه والغارة عليها تصدرت الإعلام العبري / في وقتٍ تقاطَعَ مُحتوى الخِطابِ معَ ما أعلنه رئيسُ الحكومة
نواف سلام بشأنِ طرحِ حصريةِ السلاح على جدول أعمال الجلسة المقبلة للحكومة بعد نضوجِ الاتصالات داخلياً وخارجياً/ وبعد نفيِه وجودَ تبايناتٍ بين المسؤولين اللبنانيين في مقاربة الملف/ طالما أنه مُدرَجٌ تحت سقفِ اتفاق الطائف وفي خِطاب القَسَم والثقة "بالإثنتين" للبيان الوَزاري// ووسَطَ توقعاتٍ بأن تكونَ جلسةُ الثلاثاء صاخبةً قالت مصادرُ مقربةٌ من
حزب الله للجديد إنَّ الحزبَ في طَورِ دراسةِ الخِيارات في المشارَكة أو المقاطعة / وعلى وقْعِ ما تقَدَّم فإنَّ ساحةَ
النجمة نَأَت بنفسِها نحو جلسةٍ تشريعية للقوانينِ الإصلاحية من ضِمنِ روزنامةِ المُهلِ والإصلاحاتِ المطلوبة/ وهي أَقَرَّت قانونَ إصلاحِ المصارف بغالبيةِ موادِّه كما ورَدَ من لجنة المال والموازنة كما أقر قانون استقلالية القضاء . وبعيداً من الشأنِ المحلي سُجل اليومَ أولُ لقاءٍ روسيٍّ سوري في
موسكو معَ نظام
أحمد الشرع على مَرأى ومَسمع منفى بشار الأسد //