قدَرُ
لبنان معَ كلِّ حدثٍ أن يقفَ عند قارعةِ الانتظار/ وكأنه موصولٌ بحَبْلِ سُرَّةِ الإقليم وما بعدَ بعدَ الإقليم/ وبما أنه لم يَبلُغْ سِنَّ الرُّشد في معالجة أزَماته/ فقد عَقد النيةَ على إدارتِها ربطاً بحَراك الموفدين/ وآخرُهم الموفدُ الفرنسي جان إيف لو دريان الذي أعطى المسؤولينَ "من طرفِ اللسانِ حلاوةً" وقال: لبنان ليس متروكاً فرنسياً وسعودياً/ من دون أن يُكمِلَ البقيةَ ويضعَ النِقاطَ على الحروف بكيفية مساعدة لبنان في تطبيق اتفاقِ تِشرين من جانب
إسرائيل بكل مندرجاتِه وعلى رأسها وقفُ الأعمالِ العَدائية والانسحابُ وإعادةُ الأسرى// ومعَ دخولِ البلاد عطلةَ نهايةِ الأسبوع/ تحوَّلَ مسارُ الأحداث إلى مكانٍ آخر/ ومن آخرها/ نالت فلسطينُ اليومَ الأغلبيةَ الساحقة تصويتاً في الجمعيةِ العامة للأمم المتحدة على إعلانٍ كان ثمَرَةَ المؤتمرِ الدولي برعايةٍ سعودية فرنسية ويحدِّدُ خُطواتٍ ملموسةً وضِمنَ مُهلٍ زمنية لا رجعةَ فيها نحو حلِّ الدولتين تمهيداً لاجتماع قادةِ
العالم أواخِرَ الشهرِ في
الأمم المتحدة لإقراره/ الولاياتُ المتحدة وإسرائيل قاطعتا اجتماعَ اليوم/ ووزيرُ الخارجية ماركو روبيو اعتبر أن ولادةَ الدولةِ
الفلسطينية بهذه الطريقةِ هي هديةٌ لحماس/ عِلماً بأنَّ نصَّ الإعلانِ جاء خالياً "من حماس" ولم يَلحَظْ لها دوراً في الدولةِ الفلسطينيةِ الموعودة// فرعُ مجلسِ الأمن في الأمم المتحدة/ عَقد جلسةً طارئة في أعقاب الهجومِ
الإسرائيلي على قطر/ وندد بكامل أعضائه الخمسةَ عشَرَ بالفاعِل مجهولِ باقي الهُوية في البيان تفكيكاً لِلَغَمِ الفيتو الأميركي/ وشدد البيانُ الذي صاغَهُ "الثنائيُّ" الفرنسيُّ والبريطاني على أهميةِ خفضِ التصعيد والتضامنِ معَ قطر ودعمِ سيادتِها وسلامةِ أراضيها/ ليَكتملَ دَوَرانُ
الأرض حول الدوحة بقِمتها العربيةِ والإسلامية الطارئة/ على مدى يومَيِ الأحد والإثنين/ وفي البرنامَجِ التحضيري/ لقاءٌ قَطريٌّ أميركي في البيت
الأبيض يَجمَعُ رئيسَ وزراء قطر بالرئيس
دونالد ترامب لترسيخ العلاقاتِ بين الطرفين/ وخصوصاً أنَّ الدوحة نَفت ما أُشِيع عن إعادة تقييم العلاقاتِ الأمنية مع واشنطن وأَعلنت أن شراكتَها الأمنية مع الإدارة الأميركية أقوى من أيِّ وقتٍ مضى/ فهل يُقرَأُ المكتوب من عنوان الزيارة؟/ وهل يتِمُّ وضعُ مُسَوَّدةِ بيان القِمة الختامي في البيت الأبيض؟// تتَّسِعُ دائرةُ الاستفهام حول المَخَارج/ وما ستتضمَّنُه القِمةُ العربيةُ والإسلامية من قرارات/ فإما تؤسِّسُ لمرحلةٍ
جديدة في التعاطي مع إسرائيل من النَّدِّ للنَّد/ أو تَخرجُ ببيانٍ بلا "أَنياب"/ وتأثيرُه لا يتعَدَّى الحِبرَ الذي كُتب فيه.