"كانت تُسَمّى فلسطين صارت تُسمى فلسطين"// هي ليلةُ الاعتراف/ بعد قرنٍ من الإنكار/ لدولةٍ عُمرُها من عمرِ أولِ الزمن/ وأَخضرِ زيتونِه / هي أمُّ البداياتِ و النهايات/ نقَشَ اللهُ وجهَها على أرضٍ مقدسة/ وخَتم عليها بثالوثِ رسائلِه السماوية/ ومنها تَرحَلُ عيونُ
العالم الليلةَ إليها/ لتكونَ سيدةُ "
الأرض" سيدةَ مؤتمرِ حَلِّ الدولتين للاعتراف بها دولةً وإنْ على ورقِ المدى المنظور/ في "تسونامي" أُمميٍّ انطلقَ من شوارعِ العواصم تضامناً مع غزة/ وضدَّ أكبرِ جريمةٍ للتطهير العِرقي في العصر الحديث/ ووَضَع الحكوماتِ والأنظمةَ تحت الأمرِ الواقع إلى أن انتهى الماراتونُ العالمي في نيويورك على سَيلٍ من الدماء وعلى ارتفاعِ سبعينَ ألفَ شهيد وعلى هزيمةٍ دبلوماسيةٍ وأخلاقية لإسرائيل// أولُ الخُطى اعترافٌ يحمِلُ ثِقلاً رمزياً وسياسياً/ بمواكَبةِ صاحبِ "الدولة" افتراضياً بعد منعِه حضورياً / وآخِرُ الطريق لا استقرارَ في المنطقة ما لم يَنَلِ الشعبُ الفلسطيني حقَّه وعلى أرضه أُسوَةً بشعوب العالم// وإلى الأرض التي تتشاركُ التربةَ والهواء كما المأساةَ معَ فلسطين/ مشهدُ القتلِ كما القاتِلُ واحدٌ/ وقد تجلى في بنت جبيل بالمجزرة المروِّعة التي أودَتْ بخمسةِ شهداءَ بينهم ثلاثةُ أطفالٍ والشقيقةُ الرابعة معلَّقَةٌ بين الحياةِ والموت/ وفي رحلتِها وابنتَها نحو العلاجِ في بيروت/ مَرَّتِ الأمُّ لإلقاءِ النظرةِ الأخيرة/ احتَضَنَت أثقلَ الأكفان/ بَكَت وأَبكَت/ لكنَّ مشهدَ المجزرةِ لم يحرِّكْ في الخارجيةِ الأميركية ساكناً / وبلا أسفٍ أو مُواساة/ اكتفى المتحدثُ باسمِها بالقولِ إنَّ الوضعَ لا يزالُ غامِضاً وإنَّ "القتلى" الخمسةَ في بنت جبيل ليسوا مواطنين أميركيين// بنكُ أهدافِ
إسرائيل بات واضحاً على اجساد المدنيين/ وهي نَقلت يومَها التالي من الحرب ضد حزبِ الله/ إلى الحرب ضد الدولةِ
اللبنانية / وبحَسَبِ مصادرَ دبلوماسيةٍ للجديد ثمّة تصعيدٌ إسرائيليٌّ محتمل ضد لبنان/ وهو ما يتلاقى مع السقفِ العالي للمواقفِ
الأخيرة الصادرة عن المبعوثِ الأميركي إلى
سوريا توم براك/ إذ ظهَرَ وكأنه يتلو أمرَ اليومِ
الإسرائيلي فتحدث باسم بنيامين نتنياهو وأكد أن نتنياهو لا يهتمُّ بالحدود ولا بالخطوط الحمر/ وأنه سيذهبُ إلى أيِّ مكانٍ ويَفعلُ أيَّ شيءٍ إذا شَعر أنَّ إسرائيل مهدَّدة/ وقال: حزبُ الله عدوُّنا وإيران عدوتُنا/ ونحن بحاجة إلى قطعِ رؤوسِ هذه الأفاعي/ وبالموقف الحاسم والجازم/ أضاف براك أنَّ إسرائيل لن تنسحبَ من النِّقاط الخمس/ وعلى الحكومةِ اللبنانية أن تعلِنَ بوضوحٍ أنها ستَنزعُ سلاحَ حزبِ الله/ مشيراً إلى أن إدارتَه لن تتدخلَ لمواجهة الحزب سَواءً من خلال القواتِ الأميركية أو من خلال القيادةِ المركزية/ ومختصَرُ هذا الكلام تحوُّلُ الأميركي من وسيطٍ إلى شريكٍ وتفويضٍ مفتوح لإسرائيل باستكمالِ اعتداءاتها على
لبنان / وفيما خَصَّ خُطوةَ الاعترافِ بالدولة الفلسطينية/ وصفَها براك بالجيدة/ لكنها بلا جدوى / مشدداً على أنَّ وقفَ إطلاقِ النار في غزة لن ينجح/ قبل أن يُضيفَ أنَّ لدى الرئيس دونالد ترامب خُطةً بشأن القطاع/ وفي هذا الإطار نَقل موقع أكسيوس أنَّ ترمب دعا قادةَ السعوديةِ ومِصرَ وقطر والأردن والإمارات إلى جلسةٍ مشتركة بشأن غزةَ هذا الأسبوع//