عينٌ على غزة/ وعينٌ على سوريا// ومعَ أنَّ لبنانَ
بات على كلِّ لسان / إلَّا أنَّ الواقِعَ العربيَّ والدولي دَفَع به إلى آخِرِ سُلَّمِ الأولويات/ فالداخلُ اللبناني منكفِىءٌ على "حروبِه الصغيرة" في زواريبِ قانونِ الانتخاب/ ومعركةُ الإصلاحِ رُبطت عُضوياً بالسلاح ومعها المساعداتُ وعلى رأسها إعادةُ الإعمار/ فإلى أينَ المَفَرّ؟// المبعوثُ الأميركيُّ إلى
سوريا توم براك وبعد التغريدِ والتهديدِ بالفرصةِ الأخيرة/ اتَّخذ من ذكرى تفجيرِ مقرِّ المارينز في
بيروت عامَ ثلاثةٍ وثمانين مناسَبةً للقولِ إنَّ على لبنانَ أنْ يَحُلَّ انقساماتِه ويَستعيدَ سيادتَه / وفي ذلك ضربٌ على مِسمارِ حزبِ الله ومسؤوليتِه عن التفجير/ ودعوةٌ مباشِرةٌ الى الدولةِ
اللبنانية لاستعادةِ سيادتِها انطلاقاً من نزعِ سلاحِ حزبِ الله//لا يختلفُ اثنانِ على أنَّ
واشنطن حليفةُ تل أبيب في السَّرَّاءِ والضَّرَّاء/ وتعتمدُ البَوصَلَةَ الإسرائيليةَ في تحديدِ اتجاهاتِ التعاطي معَ لبنان/ ومنذ توقيعِ اتفاق وقفِ إطلاق النار في تِشرين تَخلَّت عن دَور الوسيط وتحوَّلَت إلى ناطقٍ
باسم المَطالبِ الإسرائيلية/ وهو ما تَعِيهِ كلُّ الأطرافِ اللبنانية وتحديداً حزبَ الله فلماذا تحويلُ المعركةِ من معركةٍ معَ العدوِّ
الإسرائيلي / إلى معركةٍ مع السراي الحكومي / تحت عنوانِ التقصيرِ في إعادة الإعمار؟// الحزبُ مكوِّنٌ أساسيٌّ في الحكومة " وبيعرف البير وغطاه" عن "بيت المال" الحكومي/ وبدلاً من أنْ يَنصَبَّ هجومُ الحزبِ على
إسرائيل التي تَمنع إعادةَ الإعمار باستهدافِ المُعَداتِ والآلياتِ وتحويلِ القضية إلى قضيةِ رأيٍ عام / حَصَرَ هجومَه على رئيس الحكومة نواف سلام بحملةٍ مركَّزةٍ ومُمَنهجة/ تَحرِفُ الأمورَ عن مسارها الصحيح / في أنْ لا حولَ ولا قوةَ للبنانَ ما لم يتمَّ تنفيذُ خِطابِ القَسَم والبيانِ الوَزاري لجهة حصرِ السلاح بيد الدولة//والسلاح قيدُ البحث/ تتخذُه إسرائيل بغِطاءٍ أميركي / ذريعةً في تدميرِ البُنى التحتية وفي منعِ إعادةِ الإعمار/ وفي مواصلةِ استباحتِها الأجواءَ اللبنانية وتنفيذِ اعتداءاتِها واستهدافِها المواطنين اينما كانوا على مِساحة لبنان/ / والسلاحُ عينُه لم يشكِّلْ رادعاً بل أصبح حُجًّةً لها/ وبالتالي بات السلاحُ عبئاً يرفضُ حزبُ الله أن يلقِيَهُ عن كاهله/ وفي الوقت عينِه يضعُ على عاتقِ الحكومة ورئيسِها والدولةِ مجتمِعةً / تداعياتِ التمسكِ به //هي أصعبُ المراحلِ التي يمرُّ بها لبنان/ والانحناءُ أمام العاصفة كي تمرَّ/ ليس استسلاماً/ وأقصى درجاتِ
الحكمة هي التكاتفُ والتضامنُ ودعمُ الحكومةِ في مواقفِها والتمترسُ وراءَها لتخَطِّي المرحلة/ ووَحدةُ الموقفِ أقوى سلاحٍ في وجه
العدو الإسرائيلي/ الذي يَدفعُ باتجاه الصِّدامِ الداخلي//ومن هذا المنطلق أكد رئيسُ الحكومة نواف سلام أنْ لا تراجُعَ عن مبدأِ احتكارِ الدولةِ للسلاح/ وفي حديث لمجلة "باري ماتش" قال إنَّ حزبَ الله يجب أن يكونَ حزباً سياسياً فقط بعد نزعِ سلاحِه/ ويجبُ عليه أن يَتخلى عن الجَناح العسكري/ وفي المَقام لفت سلام إلى أن رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى الحربَ كما يرى ركوبَ الدراجة / إنْ تَوقَّفَ سيَسقُط/ ولهذا أبدى سلام قلقَه من الوضع/ وقال: نواجِهُ على الحدود حربَ استنزاف / ليست حرباً شاملة / لكنها حربٌ تُنهِكُ الجميع// وحَكَمَ القاضي...//