تمَّ الحذف, وتًنحّى الإثنين عن الأيامِ السبعةِ اقتصادياً ورسمياً في خريطةِ العالَمِ التي ظَهرت بلونِ غزة، وحَمَلت تضامناً واسعاً ينشدُ الدعوةَ الى وقفِ إطلاقِ النار/ فالعالمُ الإفتراضيُّ احتلَّ عالمَ ازدواجيةِ المعاييرِ الإنسانيةِ وفَرَضَ واقعَهُ على الأسواقِ والحكوماتِ والشارع، مبيّناً للانظمة أنّهُ النظامُ الأفعلُ ويمكنُه باضرابِ نهارٍ واحدٍ أن يعطِّلَ دورةَ الحياةِ كما هي معطَّلَةٌ في كلِّ فلسطين/ وهي المرةُ الأولى التي يعلو فيها الصوتُ الخَفِيُّ متصدِّراً القوّةَ من فوقِ كلِّ سلاح/ وتجاوباً كان
لبنان المُضرِبُ عن النهوضِ الاقتصادي، سبَّاقاً في الالتزام بقضيةٍ انسانية، تَبِعَهُ الأردن الذي يتنفسُ فلسطينياً وتركيا وموريتانيا// لكنَّ الاضرابَ العالميَّ لم يشمُلِ القذائفَ والغاراتِ والحربَ المدمِّرةَ ضدَّ المدنيينَ في غزة، وظَلَّتِ الآلةُ القاتلةُ على نشاطِها في تدميرِ الأحياءِ والمنازلِ من القطاعِ الى جنوبِ لبنان، حيثُ ضَربتْ اسرائيل عُمقَ القُرى وتعمدتِ استهدافَ المدنيين/ واغتالت قذائُفها المختارَ الطيِّب من بلدة الطّيبة الحدودية
حسين منصور، شقيقَ النائبِ السابق
نزيه منصور بعدما أَطلقت قذيفةً لم تنفجرْ على منزلٍ وسَطَ البلدة فاستُشهد
المختار وجُرح اخرون/ والتقدمُ الأخطرُ الذي عُدَّ خرقاً لقواعدِ الاشتباك هو الغارةُ التي نفّذها الطيرانُ الحربيُّ الاسرائيليّ على خَلة خازم الواقعةِ على أطرافِ جبل الرَيْحان في منطقةِ جزين على مَقرُبةٍ من شماليّ الليَطاني/ وبهذا الخرقِ تكونُ اسرائيلُ قد اقدمتْ على تحرُّشٍ جديدٍ بالقرار 1701 واستطلَعَتْهُ بالنيران وعاينت أُفُقَ تطبيقِه من دون ان تعلِنَ التزامَها بالتنفيذِ والانسحابِ من الاراضي التي تحتلُّها/ ولا تألُو اسرائيلُ جَهداً في ارسالِ التهديد تِلوَ الاخر مرةً بالفرنسية ومراتٍ بالعبرية للتطبيق الفوري لقرارِ مجلس الامن ومنعِ حزبِ الله من الوجودِ جنوباً/ وليسَ آخرُ التهديداتِ ما أطلقَهُ زيرُ المالية الإسرائيليّ
بتسلئيل سموتريتش قائلًا إنَّ حزبَ الله يفهمُ جيداً أنّهُ إذا تجرأ فسيكونُ التالي وسنسوِّي بيروتَ ولبنانَ بالأرض/ وبلاغاتُ اسرائيلَ المتتاليةُ وتهديدُها بضربِ لبنان سيكونُ بالسلاحِ الاميركيّ فيما اميركا نفسُها تتصدرُ خطوطَ التفاوضِ للتهدئةِ وضبطِ النفْس جنوباً حتى لا يقعَ المحظورُ لأنَّ الحربَ متى وقعتْ ستسوِّي اسرائيلَ تحتَ الارض وتعيدُ نِفطَها الى قَعرِ البحر قبل أن تدمِّرَ لبنان// ولأنَّ طرفَيْ لبنان واسرائيل ومعهما الولاياتُ المتحدة يدركونَ نتائجَ الحرب فإن الرسائلَ وحركةَ الموفدين لم تنقطعْ عن
بيروت لكنَّ اياً من المسؤولين اللبنانيين لم يعترفْ بتهديدٍ قد وصل على جَناح القرار 1701وذلك بالتزامنِ معَ اعلانِ وزير الخارجية
عبدالله بوحبيب للجديد الاستعدادَ لزيادةِ عديد الجيش في الجنوب. وإذ يقدِّمُ لبنانُ حُسْنَ النيات فإن اسرائيلَ تَستخدم اسوأَها فتقصِفُ على قواتِ الطوارىء اليونفل للمرةِ الرابعة وتعتدي على ثُكْناتِ ومقراتِ
الجيش اللبناني جنوباً ، فيما الجيشُ لا صلاحيةَ له للردِّ بالنار .. وقيادتُه تَخضع حاليا لحربِ التمديد بين مِنصتَي مجلسِ النواب والحكومة .جلسةٌ تشريعيةٌ الخميس مدججةٌ بالمشاريعِ ومذيّلةٌ بالتمديد، لكنَّ رئيسَ
مجلس النواب نبيه بري لم يَقطعِ الامل من عطفِ الحكومة لناحية تلقُّفِها هذه الكَرةَ في ملعبِها واذا لم يحدثْ هذا الامر .. فلا حولَ ولا قوةَ الا بالتشريع .