فرنسا.. طبيبٌ يُداوي لبنانَ وهو عَليل// تعالَت باريس فوقَ جِراح أزْمتِها/ وعلى الرَّغم من سقوط حكومتِها واهتزازِ شارعِها/ إلَّا أنَّ الدبلوماسيةَ
الفرنسية لم تتأثرْ برياح التغيير/ فأَوفَدَ الإليزيه جان إيف لو دريان إلى لبنان/ لتثبيتِ دعائمِ الدورِ الفرنسي وحضورِه الفاعل على الساحة المحلية/ مستنِداً على آخِر الإنجازاتِ بالتمديد لليونفيل// لا عناوينَ سياسيةً للزيارة/ وإنْ كان لودريان المندوبَ الفرنسيَّ الدائم لدى اللجنةِ الخُماسية// وجدواها الاقتصاديةُ انحصَرَت في التحضير لمؤتمرَيْ دعمِ
لبنان في إعادة الإعمار ودعمِ الجيشِ اللبناني/ لكنَّ الزيارةَ اكتَسبت بُعداً إضافياً كونُها الأولى غَداةَ قرارِ الحكومة بحصر السلاح/ وأثنى عليها أهلُ الحلِّ والربطِ السياسي الذين أَطلَعوا لودريان على الخُطواتِ الإصلاحيةِ الاقتصاديةِ والمالية التي وُضِعت على سِكة التشريع// بالتزامنِ معَ زيارةِ لودريان لم يُعثَرْ على أثَرِ الموفدِ السعودي يزيد بن فرحان / حيث كان من المفترَضِ أن يصلَ إلى لبنان مساءَ الأربعاء/ "والغايب عذرو معو"/ فملأتِ الحكومةُ شغورَ السياسةِ بتعييناتِ الهيئاتِ الناظمة الشاغرة/ ولاسيما في قطاع الاتصالات / والأهمّ في قطاع الطاقةِ والكهرَباء بعد عُسْرٍ دامَ أكثرَ من عَقدين/ فيما أدى الخلافُ داخلَ الجلسةِ على اسمِ العضوِ المسيحي إلى "تطييرِ" هيئةِ الجماركِ الناظمة/ أما ملائكةُ "إيلون ماسك" وأقمارِه الاصطناعية فكانت حاضِرةً فوق الطاولة حيث قَرر مجلسُ الوزراء التعاقُدَ معَ شركة ستارلينك لخدمة الانترنت// ليبقى الحدثُ الإقليميُّ الأهم في الدوحة حيث تَقدَّم أميرُ البلاد اليومَ جموعَ مشيِّعي ضحايا العدوانِ
الإسرائيلي / وعليه لم يعتذرْ بنيامين نتنياهو عمَّا فعل بل فعّلَ "نهجَ ميونيخ" على "قطر" وتوعَّد باستهدافِ كلِّ مَن تورَّطَ بالسابع من أكتوبر أينما وُجد/ وألقى فوق الدوحة قنبلةً "صوتيةً"
جديدة / وخَيّرَ الدولةَ القطرية وكلَّ مَن يُؤوي إرهابيين بحسَبِ قولِه : إما تَطردون قادةَ حماس أو تقدمونَهم للمحاكمَة وإنْ لم تَفعلوا فنحن سنفعلُ ذلك/ في المقابل حَرَّكت قطر "أسطولَها" القانوني معَ احتفاظِها بحقِّ الرد/ وتعيدُ النظرَ بالاتفاقياتِ الأمنية معَ الولاياتِ المتحدة الأميركية/ وتُعِدُّ أرضَ "الدوحة" لاستضافة قِمةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ طارئة يومَي الأحد والإثنين المقبلَين/
حيث من المتوقع / أن تجمعَ "الحشدَ الخليجي" حول تفعيلِ "درع الجزيرة" القيادةِ العسكريةِ الموحَّدة لدولِ مجلس التعاون/ وخصوصاً/ أنه بالاعتداء على قطر أصبحت كلُّ الجغرافيا العربيةِ والخليجيةِ مُستَباحةً وفي دائرة الاستهدافِ الإسرائيلية/ تمهيداً لتطبيقِ نموذجِ
الشرق الأوسط الجديد على الخليج / ومن هنا قال رئيسُ الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إنَّ منطقةَ الخليج برُمَّتها في خَطَر/ ونتنياهو المطلوبُ للمحكمة الجِنائية الدولية / يقودُ الشرقَ الأوسط إلى الفوضى/ ويجبُ تقديمُه للعدالة/ وما قامت به
إسرائيل إرهابُ دولة// كلامٌ في السليم/ ولعلَّ القِمةَ المرتَقبة تَخرجُ بقراراتٍ تكونُ خاتِمةَ البياناتِ الحزينة / والإدانات مع وقفِ التنفيذ//