"إذا صامد جَنوب.. صامد بولادو"// وكلُّ الثرثرةِ فوق الدمارِ والجراحِ وقطعِ الأرزاقِ والأعناق/ لا تؤتي أُكُلَها ما لم يتحركْ لبنانُ الرسمي ويُفَعِّلْ ذِراعَه الدبلوماسيةَ في إعداد مِلفٍّ موثّق بالوقائعِ والصُّوَرِ والأرقامِ وتقديمِها من ضِمنِ شكوىً عاجلةٍ ضد
إسرائيل إلى مجلس الأمن// بلدة "النّجّارية" جارةُ المصيلح/ والقريةُ الفاصِلة ما بين الساحل/ صعوداً نحو قلبِ الجنوب/ عاشت ما عاشته وتعيشُه كلُّ القرى والبلداتِ والمدنِ من موتٍ يوميٍّ يلفُّ لبنانَ من أقصاهُ إلى اقصاه. وبلا إنذارٍ زَنَّر العدوُّ فجرَ "المصيلح" بموجةٍ من الغارات صَبَّ فيها جامَ حِقدِه على مَرائبَ لرَكنِ مئاتِ الآلياتِ والجرافات ووسائلِ رفعِ الأنقاضِ وإعادةِ الإعمار/ فصَهَرَتِ الحديدَ على الحديد/ وكبَّدَت أصحابَ الآلياتِ المدنيينَ خَساراتٍ كبيرةً وثقيلةً في الأرواحِ والأرزاقِ والممتلكات/ ولم تَسْلَمْ منها بيوتُ المدنيين المجاورة/ وبشَهاداتٍ منهم وَصَفوا الأمرَ وكأن زِلزالاً ضَرب المنطقة/ بمسلميها ومسيحيِّيها فاختلَطَ الدَّمُ بالدم بحَسَبِ تعبير الرئيس نبيه بري// رسائلُ بالنار والدمار/ عنوانُها: ممنوعٌ إعادةُ الإعمار/ وممنوعٌ أن يعودَ الجنوبيون إلى قراهُم/ وممنوعٌ أن ينعُمَ الجنوبُ وكلُّ لبنانَ بالهدوء والأمان والاستقرار إلى أجَلٍ غيرِ مُسمَّى. ومن هنا كان لافتاً موقفُ رئيسِ الجمهورية جوزاف عون/ تعقيباً على العدوانِ بصيغةِ سؤالٍ متعددِ الجهات ويَصلُحُ للقريبِ والبعيد/ طالما تمّ توريطُ لبنانَ بحربِ غزة تحت شعارِ إسنادِ مُطلقيها أفليسَ من أبسطِ المنطقِ إسنادُ لبنانَ بنموذجِ هُدنتِها؟// وعلى احتمالات الأجوبة/ يُستعادُ كلامُ الرئيس الأميركي دونالد ترامب/ بالتزامن مع إعلانِ خُطةِ إنهاء الحرب في غزة/ وقولِه إنَّ طهران تريدُ العملَ من أجل السلام/ مشيراً إلى أن واشنطن ستتعاونُ في هذا الشأن/ ورأى أن الهجومَ على إيران كان مهماً للتوصلِ الى اتفاقٍ بشأن غزة. فَتَحَ ترامب قوسَينِ ليعلِنَ أن إيران دَعَمتِ الصفْقةَ لإنهاء القتال في غزة/ فماذا عن
لبنان؟/ ولماذا الكَيلُ "
الإيراني" بمِكيالَينِ في جبهةٍ واحدة/ حيث تَستخدِمُ لغةَ الحربِ في لبنان/ مقابلَ دعمِ لغةِ السلام في القطاع// وبالتزامُنِ معَ سَرَيان مفعولِ وقف الحرب/ الآلافُ من سكان القطاع لا يزالونَ على دروبِ العودة ولو إلى اللامكان حيث الاحتلالُ دَمَّر أكثرَ من ثمانينَ بالمئة من مِساحة غزة. في المقابل يستعدُّ الرئيسُ الأميركي لرحلة "قِطافِ النصر" وخِطابه المرتَقَب مطلَعَ الأسبوع في الكنيست
الإسرائيلي / على أن يتوجَّه بعد ذلك من تل أبيب إلى القاهرة على دعوةٍ عاجلة وجَّهَها للقادةِ والزعماءِ العرب والمسلمين ومعهم الرئيسُ الفرنسي إيمانويل ماكرون للاحتفال بالتوقيع الرمزي على محادثات شَرْم الشيخ وخُطةِ السلام / ورُبَّ ضارَّةٍ نافعة في أنَّ نوبل للسلام لم تصلْ إلى يديهِ "الملطخَتَين" بالفيتو ضد الدولةِ الفلسطينة/ وبانتظار جائزةِ العام المقبل/ أمام ترامب فرصةُ إعدادِ سيرةٍ ذاتيةٍ حَسَنة وشَهادةِ حُسنِ سلوكٍ بإرساء السلام في منطقة
الشرق الأوسط / ليطابِقَ مواصفات "نوبل للسلام".