سلامْ.. إلى عاصمة الجنوب/ ومن بوَّابتِه زيارةُ استعادةِ ثقةِ الناس وعودةِ الدولة إلى حِضنِ الدولة من ضِمنِ مشروعِ الحكومة/ قام بها رئيسُ
مجلس الوزراء نواف سلام إلى "مسقَطِ القلب" مدينةِ
صيدا على رأس وفدٍ وَزاري. عايَنَ مَرافِقَها/ ومرفأَ بَحَّارَتِها/ واطَّلع على همومِ أبناء المدينة. الزيارةُ الإنمائية لم تَخلُ من عناوينَ سياسية/ قارَبها رئيسُ الحكومة من عناوينِ المرحلة/ فعلى الرَّغم من الإمكاناتِ الضئيلة/ لن يبخُلَ في عملية إعادة الإعمار/ متَّكِئاً على مؤتمرَينِ دوليينِ حول إعادةِ الإعمارِ والتعافي الاقتصادي ودعمِ الجيشِ والقوى الأمنية/ بهدف إطلاقِ عجَلةٍ إنمائيةٍ وإعماريةٍ ستكرِّسُ حضورَ الدولة. وإذ أشاد سلام بدور
الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في حفظ الاستقرار/ تسلح بثقةِ الناس رصيدِه الوحيدِ وقال "ما عنا مصاري.. ولا ميليشيات"// لم يكدْ رئيسُ الحكومة يغادرُ بوابةَ الجنوب/ حتى شَحَذت
إسرائيل سلاحَها الجوي من طيرانٍ ومسيّرات/ فشنَّت سلسلةَ اعتداءاتٍ مترابطة على خط القرى الممتد من النبطية إلى الزهراني وصولاً إلى شمسطار بقاعاً/ في تصعيدٍ لافت بعد مجزرة المصيلح// وبعد انحسارِ المشهدِ الداخلي وانشغالِه بالمشهد الغزِّي/ عادتِ المَقارُّ الرئاسيةُ إلى تفعيل محرِّكاتِ اللقاءات، وفي هذا الإطار علمتِ الجديد عن اجتماعٍ يضمُّ غداً الرئيسين جوزاف عون ونواف سلام في قصر بعبدا/ في وقتٍ قَرأت عين التينة المرحلةَ الراهنة من التطوراتِ
الأخيرة في غزة/ وبحَسَبِ
الرئيس نبيه بري ثمةَ أمرٌ كبيرٌ قد حَصَل/ وكلُّ التقديراتِ تَشِي بأنَّ عنوانَ المرحلةِ بعد الاتفاقِ في غزة هو "إلى
لبنان دُرْ"، هذه الفرضيةُ هي الأقربُ إلى الواقع/ لكنْ لا توجد مُعطياتٌ حول ما يمكنُ أن يُطرحَ في هذا المسار/ مخالِفاً كلَّ التهويلاتِ التي تُطلَقُ من غيرِ مصدرٍ وتُنذِرُ بحربٍ على جبهة لبنان// ومن هذه البانوراما/ يبدو واضحاً أنَّ لبنانَ بعد غزة مُجَدوَلٌ على قائمة الاهتمام/ وإنْ تسبَّبَ الإغلاقُ الحكوميُّ الأميركي في منعِ سفرِ مورغان أورتاغوس للانضمام إلى اجتماعِ لجنة الميكانيزم الشهري لعدمِ القدرةِ على دفعِ ثمنِ تذكِرةِ الطائرة/ وبسببِ الإغلاقِ الحكومي أعلن البيتُ
الأبيض نيتَه تسريحَ عَشَرَةِ آلافِ موظفٍ فدرالي على الأقل/ والإغلاقُ الحكومي لم ينسحبْ على ازدواجيةِ المواقفِ لدى الرئيسِ الأميركي دونالد ترامب/ وغَداةَ احتفاليتِه بالسلام ما بين القدس وشَرْمِ الشيخ وإعلانِه أن الحربَ انتهت "بالثلاثة"/ صرح لشبكة CNN بأن إسرائيل قد تَستأنفُ القتالَ في غزة بمجردِ كلمةٍ مني/ ما يعني أنه بكلمةٍ منه استمرَّتِ المَقتَلةُ في القطاع ويمكنُ أن تتجَدَّدَ حربُ الإبادةِ والتهجير// اما النُّسخةُ الثالثة من
ترامب فتمثلت بمكالمةٍ طويلة مع الرئيسِ الروسي فلاديمير بوتين عَشيةَ استقبالِ الرئيسِ الأوكراني في البيت الأبيض/ ومضمونُ المكالمةِ الهاتفية ونتائجُها هي في الحَلَقة المقبلة.