لم تنتهِ الحرب، لكنها على أعتابِ نهايةِ العام ِالأول من اتفاقِ تشرين/ تجددت في قلبِ الضاحيةِ الجنوبية لبيروت. ففي تطورٍ خطيرٍ لم يكن بعيداً عن التوقعات/ لكنه شكَّلَ مفاجأةً في مكانِه/ أي في معقلِ حزبِ
الله، وزمانِه.. في ضوء المبادرة الرئاسية التي طرحها رئيس الجمهورية من الجنوب والتي لم يجف حبرُها بعد//. في الشكل فإن إسرائيلَ ممثلةً برئيسِ حكومتِها بنيامين نتنياهو، لم توقِف منذُ الإعلان عن اتفاقِ وقف إطلاقِ النار عدوانَها جواً وبراً، ولم تتوقَف عن ملاحقةِ واغتيالِ كوادرِ وعناصرِ
حزب الله أينما وُجِدوا، لكنها
اليوم وفي تكرارٍ لسيناريوهات الحرب التي استهدفت خلالَها
إسرائيل "صف العسكر الأول" للحزب، وصلت مجدداً إلى الحلقةِ الضيقة والمغلقةِ وإلى رجلٍ من رجالِ الظل/ واستهدفت شخصيةٍ بارزة في المجلسِ الجهادي معروفة
باسم "
أبو علي"/ وُصِفَت بخليفة فؤاد شكر/ وتتبوأُ رئاسةَ الأركان// إسرائيل بمجلسِ حربها حكومةً ورئاسةَ أركان/ وبما يشيرُ إلى أن الخرقَ الاستخباري لا يزال
ساري المفعول/ أعلنت أنه فور حصولِها على "المعلومةِ الذهبية"/ أعطت الأوامر بضربة الضاحية التي أدت إلى سقوط خمسة شهداء وثمانية وعشرين جريحاً بحسب
وزارة الصحة. وككل العمليات التي تصفها "بالنوعية"، ضخت وسائلُ إعلامِها معلوماتٍ متناقضةً بشأن إعطاء
العلم والخبر للجانب الأميركي والحصولِ على الضوء الأخضر منه، خصوصاً وأن الولاياتِ المتحدة كانت قد وضعت " هيثم الطبطبائي" الرجلَ المستهدف في الغارة على لائحةِ الإرهاب ورصدتَ مبلغَ خمسةِ ملايين
دولار لمن يُدلي بمعلوماتٍ عنه، إلى أن تولى بنيامين نتنياهو الأمر "بصفر ميزانية"//. وعلى التهديد والوعيد بمواصلة ما أسماها رئيسُ أركان جيش الاحتلال العمليات للقضاء على التهديدات فور ظهورها مع ما صدر عن توقّع إسرائيل واستعدادها لرد حزب الله، فإن الحزب أكد على لسان أكثر من مسؤول أن القيادة سوف تدرس الرد المناسب بهذا الشأن. ومن موقع الغارة، قال رئيس المجلس السياسي محمود قماطي إن الحزب متمسك بالتنسيق الكامل مع الدولة والجيش لوضع حد لهذه الاستباحة//. في المواقف قال رئيسُ الجمهورية جوزاف عون إن استهدافَ إسرائيل الضاحية الجنوبية دليلٌ آخر على أنها لا تعبأ للدعواتِ المتكررة لوقفِ اعتداءاتِها على لبنان/ وجدّد دعوتَه للمجتمعِ الدولي بأن يتدخلَ بقوةٍ لوقفِ الاعتداءات منعاً لأي تدهور يعيد التوترَ إلى المنطقة. أما رئيسُ الحكومة نواف سلام فأكد أن الاعتداءَ على الضاحية الجنوبية لبيروت يتطلب توحيدَ كلِ الجهود خلفَ الدولةِ ومؤسساتِها/ وأن حمايةَ اللبنانيين ومنعَ انزلاقِ البلاد إلى مساراتٍ خطرة هي أولويةٌ الحكومة. في المقابل أفادت معلومات الجديد بأن لجنة "الميكانيزم" تبلغت أن عمليةَ الاغتيال لن تشكلَ تصعيداً ما لم يرُدَ عليها حزبُ الله// وما على الميكانيزم إلا البلاغ//