بعيدا عن المنافسات داخل الملاعب، شهد قصر "الكويريناله" الرئاسي في روما أمس الجمعة حفلا رمزيا لإشعال شعلة أولمبياد الشتاء ميلانو – كورتينا.
واستغلّ رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتّاريلا المناسبة لتوجيه نداء سياسي -
رياضي لافت، حيث دعا إلى احترام "هدنة أولمبية" خلال فترة الألعاب المقبلة، في ظلّ الحروب المشتعلة في أكثر من منطقة حول
العالم، وفي مقدّمها أوكرانيا والشرق الأوسط، مؤكدًا أنّ روح الأولمبياد يجب أن تكون مساحة للسلام والتلاقي بين الشعوب.
ماتّاريلا شدّد على أنّ استضافة إيطاليا للأولمبياد الشتوي بين ميلانو وكورتينا تمنح البلاد مسؤولية مضاعفة، ليس فقط على مستوى تنظيم
الحدث، بل أيضا في
توجيه رسالة أخلاقية إلى الأسرة الدولية بضرورة تحييد الرياضيين والمدن المستضيفة عن التجاذبات العسكرية والسياسية قدر الإمكان.
واعتبر أنّ احترام هدنة أولمبية خلال فترة الألعاب سيكون بمثابة "إشارة أمل" لملايين المتابعين حول العالم، حتى لو لم يؤدِّ مباشرة إلى وقف دائم لإطلاق النار في مناطق النزاع.
الخطاب لقي تغطية
واسعة في
وسائل الإعلام الإيطالية والأوروبية، التي ربطت بين كلام الرئيس وما يُثار من نقاشات حول دور الرياضة في زمن الحروب، خصوصا مع اقتراب أكثر من حدث عالمي كبير مثل كأس العالم 2026 والألعاب الأولمبية الصيفية 2028.
بعض المعلّقين رأى في
كلمة ماتّاريلا عودة إلى تقليد يوناني قديم، حيث كانت تُعلَن الهدنة خلال الألعاب الأولمبية، فيما اعتبر آخرون أنّ الامتحان الحقيقي سيكون في مدى تجاوب القوى الكبرى مع هذا النداء عندما تقترب ساعة انطلاق الألعاب في شباط - فبراير 2026.