كـتـب الدكـتـور محمد علي صعب
عاد نادي البرج الرياضي إلى مصاف أندية الدرجة الأولى في الموسم الأسبق، وكانت العودة بقيادة المدرب محمد الدقة الذي تسلل إلى تفاصيل النادي واللاعبين الصغيرة جدا، وكان ذاك التسلل السبب الرئيس في عودة النادي الأصفر إلى مكانه الطبيعي.
في الصيف الماضي، جهز الدقة فريقا مقاتلا باستقدام العديد من الأسماء الشابة، وطعمها بمجموعة لا يستهان بها من لاعبي الخبرة.
بدأ موسم البرج الكروي، وتصدر الفريق، ثم دخل لبنان ومعه كرة القدم في نفق مظلم إلى أن أشرقت شمس موسم ٢٠٢٠-٢٠٢١، وجميع الفرق دون استثناء تعاني من عدم وجود فترة كافية للتحضير، وتعاني من غياب عنصر اللاعب الأجنبي، ومع ذلك عملت إدارة نادي البرج على تدعيم الفريق قدر المستطاع، على أمل مواصلة نجاحات دوري الدرجة الثانية، ولو بمعايير مختلفة في دوري الدرجة الأولى.
تصدُرْ البرج لترتيب الفرق في موسم ٢٠١٩-٢٠٢٠، رفع سقف طموحات الجماهير وهو حق مشروع، لكن هناك فرق بسيط بين الطموح والخيال الذي لا يُطال. لا يمكن لأحد أن ينكر الجهود المبذولة من إدراة نادي البرج ومن الجهاز الفني للمضي قدما في مخطط قريب إلى واقعية النادي وقدرات لاعبيه والخ...
في المقابل، لا تعترف جماهير النادي بالمنطق، ولا بالفروقات التي تلعب دورا مهما في عملية المنافسة او حتى البقاء بين الكبار.
محمد الدقة حدد مجموعة من الأهداف؛ أولها كان البقاء في الدرجة الأولى، والجميع يعلم بأن بقاء البرج أمر محتوم لا يختلف عليه اثنان إلا إذا حلّت كارثة على النادي، وذلك مستبعد الحدوث.
ثاني أهداف الدقة كانت إثبات الذات؛ وقد بان جليا بأن البرج بات رقما صعبا ويحسب له ألف حساب وحساب من قبل جميع الفرق.
آخر وأهم أهداف إدارة البرج، ومعها محمد الدقة، هي المنافسة، وعلى الأقل حتى آخر أمتار الدوري، وتلك المنافسة موجودة وبكل واقعية، لكن ما يشوبها هو عدم صبر الجماهير، فكل محب لكرة القدم لا يشبع من الألقاب، والقليل القليل يتّسم بالواقعية التي نفتقدها في ثقافة جماهيرنا الكروية.
على جماهير(ضيعة البرج) كما يحب اهل البرج تسميتها، أن يسحبوا مطرقة الطموح الخيالي كي يسير النادي على سندان المنافسة.
البرج نادٍ طموح جدا، لكن لا يمكننا أن نطالب إدارة النادي والمدرب بعدم الخسارة أو حصد جميع الألقاب، فهناك فروقات ومعايير كثيرة يجب علينا أن نتقبلها بكل رحابة صدر.
فنياً، وعلى الرغم من البداية غير المتوقعة، لكن ثقوا بأن البرج سيكون ذي شأن لا يستهان به هذا الموسم.