"نهايةُ صِحافيٍّ شُجاع".. والتغطيةُ مستمرة// ليس الأولَ ولن يكونَ الأخير/ لكنَّ أنس الشريف رافَقَ يومياتِ الموتِ في غزة/ ومن بوابتِها دخلَ كلَّ البيوت/ وأصبحَ فرداً منها ولو من خلفِ الشاشة// ليستِ المرةَ الأولى التي يكونُ فيها ناقِلُ الخَبرِ هو الخبر/ لكنه الصِحافيُّ الفدائيُّ المتسلح بالميكروفون وبالكاميرا/ السلاحِ الأَمْضَى الذي أَسقَطَ القِناعَ عن وجه إسرائيلَ الحقيقي/ ليكشِفَ نُسخَتَه المحدَّثة عن النازية// ستةٌ كانوا شركاءَ معَ مَنْ سَبَقهم شهوداً حتى الشَّهادةِ على المَقتلة/ ليبلُغَ عددُ الصِحافيينَ الذين اغتالتهم إسرائيل عَمْداً منذ السابعِ من أكتوبر مئتينِ واثنينِ واربعينَ صِحافياً ومصوِّراً// لم يَكُنِ التوقيتُ عبثياً/ بل إنَّ قرارَ اغتيالِهم في خيمتِهم في حَرَم مجُمّع الشِّفاء/ اتُّخِذ على أرفعِ المستويات وباعترافٍ مباشِر/ غَداةَ طرحِ
بنيامين نتنياهو خُطتَه لاحتلالِ ما تبقَّى من أرض غزة/ وعن سابقِ ترصُّدٍ وتصميم/ في قتلِ الشهود أَقدَمَ قَتَلةُ الصِحافيين على جريمتهم تحضيراً لفصلٍ جديد من المجزرة/ حيث لم تتحققْ أُمنيةُ الاحتلال بأنْ يَبتلعَ البحرُ غزة/ فأَغرَقَها ببحرٍ من الدماء/ وبحَسَبِ يسرائيل هيوم فإنَّ احتلالَ القطاع لن يُدخِلَ الأسرى وعدداً كبيراً من الجنودِ وآلافَ الفلسطينيين فقط في فخ الموت بل أيضاً دولةُ إسرائيلَ بكاملِها// من المشهد الغزي إلى المشهد اللبناني/ المفصول عن التيار بعَتَمةٍ شاملة وسَطَ موجةِ الحرّ القاسية بعطل مفتعل تطلب فتح تحقيق في مؤسسة كهرباء لبنان/ وعلى خطِّ التوترِ العالي بين التيار والقوات قَفزت نغمة "ما خلونا" و"بدنا وفينا"/ والنتيجةُ عَودٌ على بَدء الوعود/ بانتظار "نورتونا يا حبايب" المعقود على "زحمة زوار" متعددة الجِنسيات/ وفي موسِم السياحةِ السياسية/ تستعدُّ البلاد لاستقبالِ المبعوثِ الأميركي توم براك ترافقُه
مورغان أورتاغوس الأسبوعَ المقبل/ وقد يسبِقُهما المبعوثُ السعودي الأمير يزيد بن فرحان/ ولاحقاً الموفدُ الفرنسي جان إيف لودريان/ أما أولُ الواصلين فأمينُ مجلسِ الأمنِ القومي الإيراني علي لاريجاني/ في إطار جولةٍ إقليمية تقودُه من بغدادَ إلى بيروت/ وقبل وصولِه وصفَ لاريجاني لبنان بالدولةِ المِحوريةِ في غرب آسيا ذاتِ العلاقاتِ التاريخية مع إيران/ على أن تشمُلَ مباحثاتُه تعزيزَ الوَحدةِ الوطنية/ وتوسيعَ العلاقات التجارية/ ومناقشةَ التطوراتِ الإقليمية// وفي المواقفِ الرافضةِ للتدخلِ الإيراني في الشأن اللبناني/ اعتبر رئيسُ حزبِ
القوات اللبنانية
سمير جعجع أنَّ إيران تهدّدُ لبنانَ وتتوعّدُه وصولًا إلى التهديد بالتدخّلِ العسكري المباشِر/ في حين طالب رئيسُ حزبِ الكتائب
سامي الجميل القيادةَ الإيرانية بالتواضُع بعد ما مَرَّت به هي والمنطقة وبأن يَتعاطَوْا معنا باحترامٍ أكبر// الساحةُ اللبنانيةُ مستَباحَة/ لكنَّ الأولويةَ تبقى للدولة وقراراتِها بانتظار الآخِرِ من آب ليُبنى على خُطةِ الجيشِ اللبناني المُقتضى في حصرية السلاح / وفي تفعيلِ العملِ الدبلوماسي والحكومي في الضغطِ على
الراعي الأميركي للتأثيرِ على الإسرائيلي/ ومع رفعِ السقوفِ وتصعيدِ الخِطاب/ يبقى حزبُ الله تحت المِظلةِ الحكومية و"المساكنة" معها فلا مقاطَعةٌ ولا استقالةٌ ولا متاريسُ طائفيةٌ أو تحريكٌ للشارع/ وقد لزَّمَ ترسيمَ العلاقةِ معَ الدولةِ لرئيسِ مجلسِ النواب
نبيه بري على قاعدة المعارضة في قلب الموالاة / وفي معلوماتِ الجديد أنَّ التواصُلَ "بين القصرَين"
بعبدا وعين التينة انقطعَ بعد جلستَيِ الخامسِ والسابعِ من الشهرِ الجاري واستُؤنف اليومَ بعِتابٍ من بري وتوضيحٍ من عون بأنَّ لبنان مضطرٌّ للقيام بخُطوةٍ ما من دون تأخير/ وهذا التواصلُ سيُستأنَفُ بين كلِّ الأطراف/ بحَسَبِ مصادرَ متابِعة بانتظار ما ستحملُه زيارةُ الثنائي الأميركي براك- أورتاغوس من مضامينَ ومُعطياتٍ جديدة.