يتعرضُ
لبنان لمنخَفَضٍ حادٍّ مصحوبٍ برياحِ التهديد ورسائلِ الوَعيد تحت ضغطِ الويلِ والثُّبور وعَظائمِ الأمور/ على زَوبَعةِ حربٍ في فِنجان لأبسطِ أسبابِها/ أن
إسرائيل لن تتكفلَ عَناءَها وهي تخوضُها يومياً وبصِفر أضرار على جبهتِها/ باعتداءاتِها المستمرة وآخِرُها اغتيالُ شقيقَينِ أمام والدتِهما في بلدة البياض قضاء صور// أما المِقياسُ السياسي فيسَجِّل ارتفاعاً في منسوبِ الحَراكِ الدبلوماسي المطعَّم بالاستخباراتِ العسكرية// المبعوثةُ الأميركية مورغان أورتاغوس افتَتَحتِ "البازار"/ وبعد الاستعراضِ المَيدانيِّ الأميركيِّ الإسرائيلي/ على الحدود/ قَطَعَتِ المنطقةَ الضبابيةَ الواقعة بين تل أبيب وبيروت/ ووَصلت الى العاصمةِ اللبنانية/ لترَؤُّسِ "لقاءِ الأربعاء" على طاولةِ لجنة الميكانيزم/ مسبوقاً بلقاءِ الثلاثاء في بعبدا/ معَ رئيسِ الجمهورية جوزاف عون/ على تفعيلِ عملِ اللجنة وتكثيفِ اجتماعاتِها بحَسَبِ ما أدلى به جنرالُها الجديد/ وإلى تحديدِ باقي المواعيد/ خَرَقَ أمينُ جامعةِ الدولِ
العربية أحمد أبو الغيط الأجواءَ في زيارةٍ وُضِعت تحت عنوانِ المشارَكةِ في مؤتمرَي الإعلامِ
العربي ومكافحةِ الإرهاب/ لكنها لن تكونَ خاليةً من الدَّسَمِ السياسي بلقاءِ الرؤساءِ الثلاثة على دعمِ بسطِ السيادة على كاملِ الأراضي
اللبنانية معَ استمرارِ الاعتداءاتِ الإسرائيلية// ومن خارجِ السِّربِ السياسي ينفّذُ مديرُ الاستخبارات
المصرية اللواء حسن رشاد "غارةً" فوقَ المشهدِ اللبناني/ قدَّم لها السفير علاء موسى/ ومن على مِنبر بعبدا فوَضَع الزيارةَ في إطار التنسيقِ الأمني والسياسي معَ لبنان بعد ما جرى في غزة/ والجهدِ المصري المبذول لتهدئة الأوضاع ومن بابِ الاحتياطِ لمراقَبةِ ما يَحدثُ من تطورٍ في الاعتداءات
الإسرائيلية إن كان في وتيرتِها أو في مداها// هذا في المُعلَن/ وما خَفِيَ فإنَّ دخولَ مِصرَ على المِلفِّ اللبناني "بالبِزَّة" العسكرية من رُتبة لواء بعد دورِها المدني في الخُماسية على مستوى سفير/ يعززُ دورَها كوسيطٍ بين
بيروت وتل أبيب انطلاقاً من نموذجِ غزة/ وبناءً عليه من المحتمل أن يحمِلَ الوافدُ المصري إطاراً ما لتسويقِه كمشروعِ تسويةٍ في ظِلِّ إعلانِ لبنانَ انفتاحَه على التفاوض// وفي زيارة "رد الإجر"/ يقوم رئيسُ الحكومة نواف سلام بزيارة خاطفة إلى القاهرة آخِرَ الأسبوع/ على جَناح مِلف المفاوضات الحامي/ على ارتفاع وتيرةِ التهويل /لإبعادِ كأسِ الحرب المُرّة عن لبنان/ وسَطَ هذه الدوَّامة/ هبَّتِ العاصفةُ مرةً أخرى فوقَ ساحة النجمة/ وارتَفعتِ المتاريسُ المُعبَّأة "بأكياسِ رملِ قانونِ الانتخاب" بين مِحورِ الثنائي المسيحي المقاطِع للجلسة التشريعية غداً/ والذي يتهمُ الرئيس
نبيه بري بالانقلابِ على الدستور معتبراً المعركةَ معركةَ وجود/ وبين الثنائيِّ الشيعي المطعَّمِ بالنائب جهاد الصمد/ الذي زار بعبدا اليومَ على التوجُّسِ من عدمِ قدرة المغتربين على الاقتراعِ في الخارج ما يعطِّلُ مبدأَ تكافؤِ الفرص/ وما بينَ الفريقين رَفعَ مجلسُ الوزراء البِطاقةَ الخضراءَ في وجه تعديلِ قانونِ الانتخاب وحَدَّد له جلسةً يومَ الأربعاء المقبل/ فهل يلعبُ المجلسُ دورَ الإطفائيّ؟ أم يُعيدُ كُرةَ النار إلى مجلسِ النواب؟.